لقد برزت في العصر الحديث أهمية العلاقات الاقتصادية الدولية حيث أصبحت تؤثر بشكل مباشر في العلاقات السياسية والاجتماعية والثقافية بين الدول فضلاً عن ذلك لقد اصبح عالم اليوم في أمس الحاجة إلى التعاون الاقتصادي فيما بينها، فالدول النامية في حاجة إلى منتجات البل
أنت هنا
قراءة كتاب التجارة الدولية - رابعة اقتصاد زراعي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
2. نظرية الميزة النسبية لديفيد ريكاردو:
The Theory of comparative advantage:
عرض ريكاردو آراءه عن التجارة الدولية في نظريته المعروفة باسم نظرية الميزة النسبية وقد بني نظريته في التجارة الدولية على أساس نظرية العمل للقيمة التي تحدد القيمة الخاصة بالسلعة بكمية العمل التي تبذل في إنتاجها.
وقد أقام ريكاردو نظرية الميزة النسبية في صورتها المبسطة بعد ان استبدل كثيراً من التعقيدات التي لابد ان تحدث في الحياة العملية، ولذلك فقد اشترك لتطبيق نظريته عدة شروط أهمها:
أ. ان التجارة تتم بين دولتين فقط وانهما بمعزل عن باقي دول العالم الاخرى.
ب. ان التبادل بين الدولتين يتم في حدود سلعتين فقط، فكل دولة تصدر سلعة واحدة إلى الدولة الأخرى وتستورد منها السلطة الأخرى.
ج. ان التبادل بين الدولتين يتم في صورة مقايضة، بحيث تبادل كل دولة سلعتها مباشرة بسلعة الدولة الأخرى، وبذلك لا تدخل النقود في عمليات مبادلة السلعتين.
د. تقدر القيمة التبادلية لكل سلعة بعدد ساعات العمل التي تبذل في إنتاجها.
وقد عرض ريكاردو المثال التالي لتوضيح قيامه التبادل بين كل من بريطانيا وأمريكا وحسب الشروط الموضحة أعلاه.
جــدول رقــم (2)
في إنتاج كلتا السلعتين، بينما بريطانيا تعاني من قيمة مطلقة في إنتاج السلعتين، ولا يتخصص في إنتاج أي منهما، ولا يمكن ان تقوم التجارة في هذه الحالة بين الدولتين، نظراً لانفراد أمريكا بإنتاج كل من السلعتين، لتفوقهما المطلق وعدم استطاعة بريطانيا في إنتاج إلى حتى السلعتين لتقيدهما المطلق.
لكن استخدام النفقات النسبية يمكن ان يفسر قيام التبادل التجاري بين كل من الدولتين، وتحسب النفقات النسبية على أساس النسبة بين النفقة المطلقة لإنتاج وحدة واحدة من سلعة ما في بلد ما والنفقة المطلقة لإنتاج وحدة من نفس السلعة في بلد اخرى، وحسب المثال أعلاه فان التكلفة النسبية لإنتاج وحدة القماش في بريطانيا بالنسبة لتكلفة إنتاجه في أمريكا يساوي 100/90= 101.
وكذلك التكلفة النسبية لإنتاج وحدة من القمح في بريطانيا بالنسبة لتكلفته في أمريكا يساوي:
120/80 = 105.
أي تكلفة إنتاج وحدة القماش في بريطانيا تساوي 101 مرة في تكلفة إنتاجه في امريكا، في حين ان تكلفة إنتاج وحدة القمح تكلف 105 مرة من التكلفة إنتاجه في أمريكا، وحيث ان التكلفة النسبية لإنتاج وحدة القماش في بريطانيا اقل من التكلفة النسبية لإنتاج وحدة القمح، فمن صالحها ان تتخصص في إنتاج القماش وتصدر الفائض عن حاجتها إلى أمريكا مقابل استيراد احتياجاتها من القمح.
اما بالنسبة لأمريكا فان التكلفة النسبية وإنتاج وحدة القماش بالنسبة لتكلفة إنتاجه في بريطانيا يساوي 90/100 = 0.9.
كذلك التكلفة النسبية لإنتاج وحدة القمح في أمريكا بالنسبة لتكلفة إنتاجه في بريطانيا تساوي 80/120 = 0.66.
ومنها يتضح ان التكلفة النسبية لإنتاج القمح اقل من التكلفة النسبية لإنتاج القماش، وبالتالي تتخصص أمريكا في إنتاج القمح وتصدر فائض إنتاجها إلى بريطانيا مقابل استيراد احتياجاتها من القماش.