لقد دار خلاف بين الباحثين حول ما اذا كان العصر المملوكي العثماني عصر ركه وضعف ام عصر قوة في مجال الادب، فمنهم من ذهب إلى ان العصر المملوكي والعثماني كانا عصري ضعف ما بعده ضعف ومن هؤلاء عمر الدسوقي في كتابه "في الادب الحديث" يقول": "ظلت مصر وبلاد العروبة ثلا
أنت هنا
قراءة كتاب مذكرة في النثر الأدبي الحديث
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مميزات الأسلوب النثري في العصر الحديث
لقد شهد اسلوب الكتابة النثرية والتاليف في العصر الحديث تغيراً مهماً يلائم روح العصر من تكل المميزات:
1. سلامة العبارة وسهولتها بحيث لا يتكلف القاريء اعمال الفكرة في تفهمها.
2. تجنب الالفاظ المهجورة والعبارات المسجعة، الا ما يجيء عفواً ولا يثقل على السمع.
3. تقصير العبارة وتجريدها من التنميق والحشو، حتى يكون اللفظ على قدر المعنى.
4. ترتيب الموضوع ترتيباً منطقياً في حلقات متناسقة ياخذ بعضها برقاب بعض وتنطبق أوائلها على اواخرها.
5. تقسيم الموضوعات إلى أبواب وفصول، وتصدير كل باب أو فصل بلفظ أو عبارة تدل على موضوعه.
6. تفصيل الجمل بعلامات أو نقاط تدل على اغراض الكاتب كالوقف والتعجب والاستفهام ونحو ذلك.
هذا على وجه العموم وفي جميع انواع الكتابة النثرية اما على صعيد الانواع الادبية النثرية فيمكن تمييز الاتي:
في جانب النثر الاجتماعي نجده يمتاز بصحة العبارة والبعد عن الزخرف والزينة ووضوح الجمل، وترك المبالغات وسلامة الحجج واجراءها على حكم المنطق الصحيح، لان الغرض منه معالجة الامر الواقع فلا ينبغي استعمال الاقيسة الشعرية ولا الخيال المجنح، الهم الا في مجال المقامات التي تقتضي اثارة عواطف الجمهور.
كما تخلص النثر الاجتماعي من اساليب السجع المتكلفة التي كانت سائدة في فترة ما قبل النهضة الحديثة، لان الفكر اصبح منصرف إلى المعاني وسق الحجج اكثر من جريه وراء كلمة أو سجعة.
اما النثر السياسي أو الصحف فيمتاز بالسهولة والوضوح بحيث يكون معناه في ظاهر لفظه، لان الصحف تخاطب الجماهير، ويقرؤها الخاصة والعامة ونتحدث إلى المتعلمين وغيرهم فلا محل اذا للارتفاع بعبارتها والتعمق في معناها.
وليس في هذا النثر احتفاء بالاسلوب وتخير الالفاظ، أو جنوح إلى الخيال وانما هو التصوير السريع.
أما النثر الادبي وهو اشد انواع النثر حاجة إلى تخير اللفظ والتانق في النظم، حتى يخرج الكلام مشرقاً منيراً، لطيف الموقع في النفوس حلو النيرة في الاذان لان للموسيقى اللفظية اثر لا يخفى على الاذهان وهو ادنى أنواع النثر إلى الشعر ولهاذ لا ينكر منه البديع على ان لا يكون من الكثرة بحيث يستهلك ذهن القاريء، وبحيث لا يستكره على النظم استكراهاً، ولاتساق الجملة لمجرد اصطياده، وتفتيق المعاني، معرفة باسرار اللغة، ووفرة محصول من المفردات، وخيرة بالكلام الجيد واستظهار كثير من المنثور والمنظوم هذا إلى جانب حسن مرهف وذوق وفطنة إلى مواطن الجمال.
الفنون النثريــة
النثر الفني في ابسط صورة هو الكلام الذي يصور العقل والشعور ولا يتقيد بوزن أو قافية لان النثر في طبيعته ينقسم إلى قسمين:
1. النثر العلمـي:
وهو المراد به اداء الحقائق العقلية والافار الخالصة كالفلسفة والرياضة والطبيعة والكيمياء، والمقالات العلمية والبحوث والمناظرات والتاريخ والسير وكثير من المؤلفات ذات الصبغة الاكاديمية.
2. النثر الفنــي:
ويقصد به النثر الادبي الذي يراد به انضج لفكر وتاجج الاحساس والتأثر الوجداني، كالرسائل الوجدانية، الخطابة، الوصف، المقامة، القصة والمسرحية وهذا هو موضوع دراستنا في هذا المقرر.