أنت هنا

قراءة كتاب الفتاوى الكبرى الجزء الثاني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الفتاوى الكبرى الجزء الثاني

الفتاوى الكبرى الجزء الثاني

كتاب "الفتاوى الكبرى" - الجزء الثاني، يضم بأجزاءه الخمسة عشر فتاوى الإمام ابن تيمية في أغلب المسائل الشرعية، حيث يجد فيه المسلم ضالته في الإجابة على كثير من التساؤلات التي تعترضه في أموره الدينية والدنيوية، والتي من خلال هذه الفتاوى يسير على هدي الكتاب والس

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: ektab
الصفحة رقم: 6
فَإِذَا عَفَى عَنْ الدَّمِ غَيْرِ الْمَسْفُوحِ ، مَعَ أَنَّهُ مِنْ جِنْسِ الدَّمِ ، حَيْثُ عُلِمَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَرَّقَ بَيْنَ الدَّمِ الَّذِي يَسِيلُ ، وَبَيْنَ غَيْرِهِ ، فَلِهَذَا كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَصْنَعُونَ اللَّحْمَ فِي الْمَرَقِ ، وَخُيُوطُ الدَّمِ فِي الْقِدْرِ تَبِينُ ، وَيَأْكُلُونَ ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا أَخْبَرَتْ بِذَلِكَ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، وَلَوْلَا هَذَا لَاسْتَخْرَجُوا الدَّمَ مِنْ الْعُرُوقِ كَمَا يَفْعَلُ الْيَهُودُ .
 
وَاَللَّهُ تَعَالَى حَرَّمَ مَا مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ ، أَوْ لِسَبَبٍ غَيْرِ جَارِحٍ مُحَدَّدٍ : كَالْمَوْقُوذَةِ ، وَالْمُتَرَدِّيَةِ ، وَالنَّطِيحَةِ ، { وَحَرَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا صِيدَ بِغَيْرِهِ مِنْ الْمِعْرَاضِ ، وَقَالَ : إنَّهُ وَقِيذٌ } .
 
وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا إنَّمَا هُوَ سَفْحُ الدَّمِ ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّ سَبَبَ التَّنْجِيسِ هُوَ : احْتِقَانُ الدَّمِ وَاحْتِبَاسُهُ ، وَإِذَا سُفِحَ بِوَجْهٍ خَبِيثٍ : بِأَنْ يَذْكُرَ عَلَيْهِ غَيْرَ اسْمِ اللَّهِ ، كَانَ الْخُبْثُ هُنَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، فَإِنَّ التَّحْرِيمَ تَارَةً لِوُجُودِ الدَّمِ ، وَتَارَةً لِفَسَادِ التَّذْكِيَةِ : كَذَكَاةِ الْمَجُوسِيِّ ، وَالْمُرْتَدِّ ، وَالذَّكَاةِ فِي غَيْرِ الْمَحَلِّ .
 
فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَالْعَظْمُ وَالظُّفُرُ ،
 
وَالْقَرْنُ وَالظِّلْفُ ، وَغَيْرُ ذَلِكَ ، لَيْسَ فِيهِ دَمٌ مَسْفُوحٌ ، فَلَا وَجْهَ لِتَنْجِيسِهِ ، وَهَذَا قَوْلُ جُمْهُورِ السَّلَفِ .
 
قَالَ الزُّهْرِيُّ : كَانَ خِيَارُ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَتَمَشَّطُونَ بِأَمْشَاطٍ مِنْ عِظَامِ الْفِيلِ ، وَقَدْ رُوِيَ فِي الْعَاجِ حَدِيثٌ مَعْرُوفٌ ، لَكِنْ فِيهِ نَظَرٌ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهُ ، فَإِنَّا لَا نَحْتَاجُ إلَى الِاسْتِدْلَالِ بِذَلِكَ .
 
وَأَيْضًا فَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ : { عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي شَاةِ مَيْمُونَةَ : هَلَّا أَخَذْتُمْ إهَابَهَا فَانْتَفَعْتُمْ بِهِ .

الصفحات