كتاب "أساليب الخطابة والتدريس - دراسات إسلامية"، الخطابة مشتقة من خطبت خطابة ، والخطبة عن الأمر الجلل لنه إنما يقام بالخطب في الأمور التي تجل وتعظم ،وعن تحية مخاطبة الجماهير التي تعتمد على الإقناع والإستمالة والتأثير في الناس ؟فهم وقد كانت لها منزلة سامية ع
أنت هنا
قراءة كتاب أساليب الخطابة والتدريس - دراسات إسلامية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
قيمة اللغة في حياة المجتمع
اذا تمثلنا وظائف اللغة في مختلف النواحي : فردية واجتماعية ، عقلية ووجدانية وحضارية ادركنا قيمتها في حياة المجتمع .
1) فهي التي تحقق فكرة المجتمع المتماسك على المستوى المحلي ، حتى انه لا يمكن ان نتصور حياة لها مظاهر الاجتماع الصحيح في وطن ما بدون لغة يتفاهم بها اهله لان اللغة ليست ظاهرة اجتماعية فحسب ، بل هي الاساس في تكوين المجتمع وتوثيق الروابط بين افراده .
2) وهي الخيط الذي يربط بين اوطان محلية متعددة باقوى الروابط وامتنها ، كما في اللغة العربية التي تربط بين الناطقين بها على مستوى الوطن العربي ، وتظللهم جميعا بظل العروبة التي تغذيها بغذاء عقلي وروحي متصل .
3) قد كانت – ولا تزال- رباطا بين ابناء العالم الاسلامي على اختلاف ديارهم وتباعدها لانها لغة العبادة ، ولغة عدد كبير من ؟.
4) واللغة هي التي تلبي مطالب حياة المجتمع في اخص ما يقوم به امره ، سواء من ناحية الاتصال وتبادل المنافع المادية ، ام من النواحي العقلية والوجدانية والحضارية .
5) لها اثرها في الحياة التعليمية ، ويدل على ذلك ما تقرره ، بحوث الذكاء ، فهي تقرر على انه يرتبط بالقدرة على تحصيل اللغة واستعمالاتها استعمالا ناجحا اشد الارتباط وقد ثبت هذا حتى في الحالات التي ؟فيها الذكاء باختبار ان ليس للغة دخل يذكر
كما أثبتت التجارب التي اجريت على التفوق الدراسي ان الصلة وثيقة بينع وبين التفوق اللغوي .
اثر الاستخدام اللغوي الصحيح في موقف التعلم
لا يعدو النشاط اللغوي ان يكون حديثا او استماعا او قراءة او كتابة ، وفي كل موقف من مواقف التعلم التي تتدرج تحت هذه الالوان من النشاط لغويا كان موقف التعلم ام غير لغوي ترى :
أ- معلماً ب- متعلماً ج- مادة لغوية اووسيلة تعليمية اساسية وهي اللغة التي تتمثل في رموز مسموعة اومكتوبة ، ومن الاسس المتعلقة باستخدام هذه الرموز في عملية التعلم اللغوي :
1) ان المعاني عماد العقل في التفكير وادواته المساعدة عليه .
2) ان الالفاظ رموز لهذه المعاني .
3) ان التلميذ يتلقى هذه الرموز مسموعة من المعلم ، او مقروءة في كتاب
4) انه يتعرف الرموز ، ويعمل على تفسيرها وربطها بدلالاتها الذهنية المصطلح عليها بين جماعة ما .
فاذا كانت دلالات الرموز في الكلمة او الجملة او العبارة او الفقرة مطابقة في ذهن المتعلم لما في ذهن المعلم ، وكانت صحيحة دقيقة ، لا خلل فيها ولا خطأ ولا خلط ، كان موقف التعلم اللغوي ناجحاً .
واذا كان ما في ذهن المعلم مخالفا مخالفة تامة لما في ذهن المتعلم اضطرب هذا الموقف بقدر ما بينهما من خلاف ز
ولعل من اقوى ما يساعد على نجاحه :
1) ربط اللغة بالفكر ربطا قويا ، لان اللغة هي التي تمد الفكر بالرموز ، وتحدد له المعاني ، وتمكن له من اداء الاحكام ومن تخريج الافكار ، وتكوين المقدمات واستنتاج النتائج وكل ذلك معرض للخطا ما لم يكن هناك ربط بينهما ، وما لم ينشأ التلميذ على اساس تعرف اللفظة المعبرة عن المعنى في دقة ووضوح .
ولهذا كان من اخص خصائص التعلم اللغوي الناجح ان يرفض المعلم من التلاميذ رص الجمل المترادفة ، واستخدام القوالب؟ التي يسوقونها دون ان تكون لها دلالات محددة في اذهانهم ن ولا يتسامح في قبول معنى غير دقيق للفظة ما
2) ان يزودهم بثروة من الالفاظ والتراكيب التي تتسم بدقة دلالاتها ووضوحها من ناحية وتفي بمتطلبات المستوى الذي وصلوا اليه والعمر العقلي الذي يجبرون به من ناحية اخرى
3) ان يكون لهذه الثروة قيمتها بما تحمل من خبرات فيها فكر ولها في حياة التلاميذ قيمة وان تكون بعيدة كل البعد عن الناحية اللفظية التي يرددها التلاميذ ترديدا دون دون وعي لما وراءها من معان وقيم، وفي ذلك يقول احد المربين : "نحن نتناول الالفاظ على اساس ما تدل عليه من دلالاتفالالفاظكالعملة نتبادلها على اساس مدلولاتها اوقيمتها واحيانا تكون للعملة قيمتها الحقيقية عند المتبادلين واحيانا واحيانا تكون زائفة لا تساوي قيمتها الظاهرية
ويقول احد التربويين :"ان محنة اللسان العربي في عصرنا هذا انما هي شبيهة بمحنته في القرن العاشر عندما كان ابو حيان التوحيدي يصف علماء عصره فيقول :"ان علمهم كله لفظ ، وان روايتهم كلها حفظ"