قراءة كتاب مجمع الأمثال الجزء الثاني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مجمع الأمثال الجزء الثاني

مجمع الأمثال الجزء الثاني

مجمع الأمثال الجزء الثاني  للإمام أبو الفضل الميداني، وهو من أفضل الكتب التي جمعت الأمثال العربية القديمة حيث وصل عددها إلى ما يقارب 5000 مثل عربي قديم، ويعتبر هذا الكتاب مرجع في الأمثال العربية القديمة، عدد صفحاته لا تقل أن ألفي صفحة مقسمة على ثلاثون باب،

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: ektab
الصفحة رقم: 4
أقُولُ ولم أمْلِكْ لِقَيسٍ نَصِيحَةً * أرى مَا يَرَى والله بالغيبِ أعْلَمُ
 
أنُبْقِي على ذُبْيَانَ مِنْ بَعد مَالِكٍ * وَقَدْ حَشَّ جَانِبي الحَرْبِ نَارَاً تَضَرَّمُ
 
وقَال قيس‏:‏ يا بني ذُبْيان خُذوا منا رهائن ما تطلبون ونرضاكم إلى أن تنظروا في هذا، فقد ادعيتم ما نعلم وما لا نعلم، ودعونا حتى نتبين دعواكم، ولا تعجلوا إلى الحرب، فليس كل كثير غالباً، وضَعوا الرهائن عند مَن ترضون به ونرضى به، فقبلوا ذلك، وتَرَاضوا أن تكون الرهائن عند سبيع بن عمرو الثعلبي، فدفعوا إليه عِدَةً من صبيانهم وتكافَّ الناسُ، فمكثوا عند سبيع حتى حضَره الموتُ فَقَال لابنه مالك‏:‏ إن عندك مكرمة لن تبيد إن احتفظت بهؤلاء الأغَيْلِمَةَ وكأني بك لو قد مُتُّ أتاك خالُكَ حذيفة - وكانت أم مالك أخت حذيفة - يَعْصِرُ عينيه ويقول‏:‏ هلك سيدُنا، ثم يخدعك عنهم حتى تدفعهم إليه فيقتلهم ثم لا تَشْرُف بعدها أبداً، فإن خفت ذلك فاذهب بهم إلى قومهم، فلما ثقل سبيع جعل حذيفة يبكي ويقول‏:‏ هلك سيدُنا، فلما هلك طاف بمالك وعَظَّمَه ثم قَال‏:‏ أنا خالك وأسنُّ منك، فادفع إليَّ هؤلاء الصبيان، يكونون عندي إلى أن ننظر في أمرنا، فإنه قبيح أن تملك ‏ على شيئاً، ولم يزل به حتى دفعهم إليه، فلما صاروا عنده أتى بهم اليعمرية - وهو ماء بوادٍ من بطن نخل - وأحضَرَ أهلَ الذين قتلوا، فجعل يبرز كل غلام منهم فينصبه غَرَضَاً ويقول له‏:‏ نادِ أباك، فينادي أباه، فلم يزل يرميه حتى يخرقه، فإن مات من يومه ذاك وإلا تركه إلى الغد ثم يفعل به مثل ذلك حتى يموت، فلما بلغ ذلك بني عبس أتوْهُمْ باليعمرية، فقتلت بنو عبس من بني ذبيان اثنى عشر رجلا، منهم مالك ويزيد ابنا سبيع، وعركى بن عميرة، وقَال عنترة في قتل عركى‏:‏
 
سَائِلْ حُذَيْفةَ حِينَ أرَّشَ بَيْنَنَا * حَرْباً ذَوَائِبُها بِمَوْتٍ تَخْفِقُ
 
‏(‏في ديوان عنترة ‏"‏حين أرث بيننا‏"‏‏)‏
 
وَاُسْأَلْ عُمَيْرَةَ حِيْنَ أجْلَبَ خَيْلُهَا * رفضا غرين بأيِّ حَيٍّ تَلْحَقُ
 
يوم الهَبَاءة
 
ثم إنهم تجمَّعوا فالتَقَوْا إلى جفر الهَبَاءة في يوم قائظ، فاقتتلوا من بُكْرة حتى انتصف النهار، وحجَزَ الحر بينهم، وكان حذيفة يحرقَ ركوب الخيل فخذيه، وكان ذا خَفْض، فلما تحاجزوا أقبل حذيقة ومَنْ كان معه إلى جَفْر الهباءة ليتبرَّدُوا فيه، فَقَال قيس لأصحابه‏:‏ إن حذيفة رجل محرق الخيل نازه
 
وإنه مستنقع الآن في جَفْر الهباءة هو وإخوته، مانْهَضُوا فاتبعوهم، فنهضوا وأتوهم، ونظر حصن بن حُذيفة إلى الخيل - ويقَال‏:‏ عُيَينة بن حصن - فبَعِلَ ‏(‏بعل - على مثال فرح - دهش وفرق‏)‏ وانْحَدر في الجَفر، فَقَال حَمَل بن بدر‏:‏ مَنْ أبغَضُ الناس إليكم أن يقف على رؤسكم‏؟‏ قَالوا‏:‏ قيس والربيع، قَال‏:‏ فهذا قسي قد جاءكم، فلم يَنْقَضِ كلامُه حتى وقف قيس وأصحابه على شفير الجفر، وقيسٌ يقول‏:‏ لبيكم لبيكم - يعني الصبية - وفي الجفر حذيفة و مالك وحَمَل بنو بدر، فَقَال حمل‏:‏ نَشَدْتك الرحم يا قيس، فَقَال قيس‏:‏ لبيكم لبيكم، فعرف حذيفة أن لنْ يدَعهم، فَنَهَرَ حَمَلاً وقَال‏:‏ إياك والمأثور في الكلام، وقَال حذيفة‏:‏ بنو مالك بمالك، وبنو حمل بذي الصبية، ونردُّ السَّبْق، قَال قيس‏:‏ لبيكم لبيكم، قَال حذيفة لئن قتلتني لا تصطلح غَطفان أبدا، قَال قيس‏:‏ أبعَدكَ الله‏!‏ قتلُكَ خيرٌ لغطفان، سيربع على قدره كل سيد ظلوم، وجاء قِرْوَاش بني هنى من خلف حذيفة، فَقَال له بعض أصحابه‏:‏ احذر قرواشا - وكان قد رباه فظن أنه سيشكر ذاك له - قَال‏:‏ خَلُّوا بين قرواش وظهري، فنزع له قرواش بِمِعْبَلَةٍ ‏(‏المعبلة‏:‏ النصل الطويل العريض‏)‏ فقصم بها صُلبه، وابتدره الحارث بن زهير وعمرو بن الأسلع ‏ فضرباه بسيفهما حتى ذَفَّفَا عليه، وأخذ الحارث بن زهير سيفَ حذيفة ذا النون - ويقَال‏:‏ إنه كان سيف مالك بن زهير، أخذه حذيفة يوم قتل مالك - ومَثُّلُوا بحذيفة فقطعوا مَذَاكِيره فجعلوها في فمه وجعلوا لسانه في اسْتِهِ، ورمى جنيدب بن زيد مالك بن بدر بسهم فقتله، وكان نذر ليقتلَنَّ بابنه رجلا من بني بدر، فأحلَّ به نذره، وقتل مالك بن الأسلع الحارث بن عوف بن بدر بابنه،
 
واستصغَروا عُيَيْنة بن حصن فخَلَّوا سبيله، وقتَل الربيع بن زياد حملَ بن بدر، فَقَال قيس بن زهير يرثيه‏:‏
 
تَعَلَّمْ أَنَّ خَيْرَ النَّاس طُرّاً * عَلَى جَفْر الهَبَاءةِ لاَ يَرِيمُ

الصفحات