أنت هنا

قراءة كتاب أم الكتاب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أم الكتاب

أم الكتاب

التكرار فنّ قولي من الأساليب المعروفة عند العرب، بل هو من محاسن الفصاحة. يقول الجاحظ مبيّنًا الفائدة منه: "إن الناس لو استغنوا عن التكرار وكفوا مئونة البحث والتنقير لقلّ اعتبارهم.

تقييمك:
4.57145
Average: 4.6 (7 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 6

محور مواضيع السورة

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ أُصُولِ الدِّينِ وَفُرُوعِهِ، وَالعَقِيدَةِ، وَالعِبَادَةِ، وَالتَّشْرِيعِ، وَالاعْتِقَادِ باليَوْمِ الآخِرِ، وَالإِيمَانِ بِصِفَاتِ الَّلهِ الحُسنى، وأن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها‏،‏ الإيمان بأسماء الله وصفاته،‏ وإحكام الصفات‏، وكل منها يدل على ذات الله تعالى وعلى الصفة التي اشتق منها، ولكل منها لوازم يدل عليها بالالتزام، كدلالة الرحمن على الإحسان والإنعام ، ودلالة الحكيم على الإتقان والنظام، ودلالة الرب على البعث والجزاء؛ لأن الرب الكامل لا يترك مربوبيه سدى، ومن عرف الأسماء الحسنى، والصفات العليا، عرف أن اسم الجلالة الأعظم (الله) يدل عليها كلها وَإِفْرَادِهِ بالعِبَادَةِ وَالاسْتِعَانَةِ وَالدُّعَاءِ.
و‏(‏العبادة‏)‏ اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال‏‏ والأقوال الظاهرة والباطنة‏ والتوحيد، والايمان باليوم الاّخر اساس عقيدة المسلم، ومنهج حياته.
و(الاستعانة)‏ هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع‏، ودفع المضار‏،‏ مع الثقة به في تحصيل ذلك‏.‏ وَالتَّوَجُّهِ إِلَيْهِ جَلَّ وَعَلاَ بطَلَبِ الهداية إلى الدِّينِ الحَقِّ وَالصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ، وَالتَّضَرُّعِ إِلَيْهِ بالتَّثْبِيتِ عَلَى الإِيمَانِ وَنَهْجِ سَبِيلِ الصَّالِحِينَ، وَتَجَنُّبِ طَرِيقِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّينَ، وَالإِخْبَارِ عَنْ قِصَصِ الأُمَمِ السَّابِقِينَ، وَالاطَّلاَعِ عَلَى مَعَارِجِ السُّعَدَاءِ وَمَنَازِلِ الأَشْقِيَاءِ، وَالتَّعَبُّدِ بأَمْرِ الَّلهِ سُبْحَانَهُ وَنَهْيِهِ إنه ليس أحد سينفعك مدحه ويضرك ذمه إلا الله، وتقرأ هذه السورة في كل ركعة من الصلاة، وهذا يشعر بأهمية استحضار القلب للمعاني العظيمة التي فيها، وأن رحمة الله العظيمة وسعت كل شيء وعمت كل حيّ فلا يجوز للمسلم أن ييأس من رحمة الله، وإذا يئس فإنه يكون قد كفر والعياذ بالله. والترغيب في دعاء الله، والتضرع إليه بأن نطلب من الله تعالى دائماً الهداية والتوفيق إلى طريق الحقّ وهو الطريق المستقيم، وتعويد النفس على كثرة الحمد لله تعالى، مما يدعو إلى التأمل في موجبات الحمد ودواعيه مما أنعم الله سبحانه من النعم التي لا تعد ولا تحصى، (الحمد لله رب العالمين) (الحمد): هو الثناءُ باللسانِ على الجميل والحمدُ للهِ هو الثناءُ على اللهِ بما هو أهله لإنعامهِ، فيؤمنون مثلا بأنه رحمن رحيم، ذو الرحمة التي اتصف بها، المتعلقة بالمرحوم؛ فالنعم كلها، أثر من آثار رحمته، وعلى انفراده بالخلق والتدبير‏،‏ وكمال غناه‏، وتمام فقر العالمين إليه‏،‏ بكل وجه واعتبار‏.
أن الله تعالى مستحق مختص بالحمد الكامل من جميع الوجوه؛ ولهذا كان النبي إذا أصابه ما يسره.
قال: "الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات"؛ وإذا أصابه خلاف ذلك قال: "الحمد لله على كل حال".
‏فاستشعر أن كل نعمة أنعم بها عليك هي من الرحمن الرحيم فرحمته وسعت كل شيء، فخلق خلقه برحمته وأنزل كتبه برحمته وأرسل رسله برحمته وخلق الجنة برحمته وخلق النار أيضا برحمته، فهي سوطه الذي يسوق به عباده المؤمنين لجنّته ويطهّر بها أدران الموحدين سبحانه، (الرحمن) ذي الرحمة العامة الذي وسعت رحمته جميع الخلق، (الرحيم) بالمؤمنين، وهما اسمان من أسمائه تعالى، يتضمنان إثبات صفة الرحمة لله تعالى كما يليق بجلاله. قال رسول الله : "الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض"، وأن الله تعالى هو المالك المدبر لأمور العالم كلها، وأن رحمته تعالى تغلب غضبه، وإحسانه الذي هو أثر رحمته يغلب انتقامه، وكلمة الحمد لله أفضل عند الله من الدنيا وما فيها والحمد لله رب العالمين أساس معرفة العبد بربه.
* * *

الصفحات