كتاب "كل شيء ساكن" لمؤلفته الكاتبة ميّ بنات؛ هو عبارة عن مجموعة قصصية متنوعة تأخذنا من خلالها الكاتبة إلى عوالم يبدو فيها كل شيء ساكن، لكن في حيثياتها تشدك إلى ما أعمق من السكون، وكأن رحلة البحث قد بدأت من جديد.
أنت هنا
قراءة كتاب كل شيء ساكن
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
...و تُروى الرّياحين
أخذت نفسًا عميقًا، عصبت رأسها، ونفضت ثوبها، رصّت الكعك في الطبق، ونثرت عليه بعض السّكّر، نظرت بغبطةٍ حولها ؛ فلقد أنجزت كلّ ما تريد، قلبت البيت رأسًا على عقب على حدّ تعبيرها، بقي شيءٌ !؟ نعم، الرّيحان، هيّا يا سعاد املئي لي إبريق الماء..
- ماء..إبريق آه نعم، بعدما أنتهي ..
- كم أشتهي أن تجيبيني سريعًا!
جرجرت خطاها، سقت الرّيحان، قطفت بعضه، وضمّته إليها، استنشقته بعمقٍ، وكأنّها تستنشق أريج الأيّام السّالفة ..غسلت وجهها، ولكنّها لم تغسل آثار السّنين .عاودت : سعاد..سعاد..
- أمّي تعالي وانظري..
الأصوات مرتفعةٌ في الخارج : خيبر خيبر يا يهود..جيش محمّد سوف يعود..
- انظري يا أمّاه شهيدان جديدان ..
- لا حول ولا قوّة إلا بالله، ما عسانا أن نفعل يا سعاد..ها نحن نُنزع من حضن الحياة ..يا حسرة أمّهاتتهم .. وعلى وجه العيد !
- أتعلمين يا أمّي، لابدّ أن نسمي حارتنا حارة الشّهداء..
- هه..لو كان هذا يا بنيّتي، لسمّيت كلّ الحارات كذلك !
- لكنّهم الأكثر عندنا : خالي عصام، والشّيخ محمود، وأمّ جهاد، وابنها أحمد، نعم والبقال الّذي كان يبيعنا حلوى السّمسم ..آه ..وصديقتي خديجة..و..و..
هزّت الأمّ رأسها بانكسار، واحترقت أنفاسها وخانها دمعها وانصبّ من عينيها الحزينتين ..
- نعم، وأبوك يا سعاد..