كتاب "نساء مؤمنات"، للإمام يوسف القرضاوي، يقول في مقدمته: كتبت عن الإيمان والحياة ، وعن قضايا الإيمان الكبرى ، مثل قضية وجود الله جل جلاله ، وقضية التوحيد أساس الإيمان ولبه في الإسلام ، وقضية الإيمان بالقدر وغيرها .
أنت هنا
قراءة كتاب نساء مؤمنات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
شريكة التجارة تصبح شريكة الحياة
عاد محمد من الشام بربح وفير لم تحصل عليه خديجة من قبل ، وعاد إليها غلامها بحديث أوفر من الربح عن هذا الرفيق الكريم وما رأى ولمس فيه من سمو الأخلاق وعجيب الآيات .
وهفا قلب خديجة إلى محمد أن يشركها في الحياة كما شركها في التجارة فإنه رجل نادر المثال حقاًّ ! !
شاب ، وليس فيه عبث الشباب ، تاجر ، وليس فيه جشع التجار ، فقير ، وليس فيه ضعة الفقراء ، قرشي ، وليس فيه زهو قريش .
إن الرجال اعتادوا أن يخطبوا النساء ، فكيف تخطب المرأة الرجل ؟
هذه هي المشكلة ، ولكن خديجة تحلها عن طريق صديقتها نفيسة أُخت يعلى بن منبه .
أرسلـتـهـا خـديـجـة دسـيـسـاً إلى محمد ، فقالت له : ما يمنعك أن تتزوج ؟
قال : ما في يدي شيء .
قالت : فإن كُفيتَ ودُعيتَ إلى المال والجمال والكفاءة ؟
قال : ومن ؟ قالت : خديجة ، قال : وكيف لي بذلك ؟ قالت : عليَّ ذلك .
فسارع الرسول إلى إعلان قبوله ، وذهبت نفيسة إلى خديجة فبشرتها بنتيجة هذا الحديث ، ولم تلبث خديجة أن حددت الموعد الذي يلتقي فيه محمد وأعمامه بأهل خديجة ، فذهب الرسول ومعه عمَّاه أبو طالب وحمزة وخطبوا خديجة من عمها عمرو بن أسد ، وكان صداقها عشرين بكرة ، وكانت سنها أربعين سنة وكان هو في الخامسة والعشرين على أشهر الأقوال .