أنت هنا

قراءة كتاب القرآن وقيمته عند الله

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
القرآن وقيمته عند الله

القرآن وقيمته عند الله

القرآن الكريم كتاب جمع الله تعالى فيه كل شيء، وما أنزل الله تعالى كتاباً فيه مكرمة أو منقبة أو فضيلة إلا وسجلها في هذا الكتاب.

تقييمك:
3
Average: 3 (1 vote)
الصفحة رقم: 2

القرآن يمهَّد الطريق

إن حاجة الناس إلى كتاب الله تعالى تفوق حاجتهم إلى ما يقيم صلبهم من طعام وشراب وما يحفظ جسدهم من ملبس ومسكن ، لأن النفس الإنسانية إذا لم تجد ما يمهّد لها الطريق إلى الله مزقتها الأهواء والشهوات ، وأورثتها الخلل والاضطراب والحيرة والفزع وباتت على شفا جرف هار يوشك أن ينهار بها في مهاوى الهلكة والخسران .
إنه قد كان الناس في جاهلية جهلاء ، وضلال عن الطريق السوي ، فبعث الله سيدنا رسول الله * إثر الأنبياء السابقين ، بهذا القرآن العظيم الشأن ، لينقذ الناس من طريق الويلات إلى سبيل السعادات
أما وقد أشار المصطفى * إلى جلالة هذا القرآن ومكانته حين يدلل الأمة الإسلامية على طريق النجاة والتخلص من الهلكة ثم يبيَّن أن القرآن العظيم هو الحل الوحيد لجميع المشاكل التي تعانيها البشرية جمعاء .
عن الحارث الأعور : =مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث فدخلت على (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه ، فقلت : يا أمير المؤمنين الا ترى أن الناس قد خاضوا في الأحاديث ، قال : أو قد فعلوها ؟ قلت : نعم ، قال : أما إني قد سمعت رسول الله * يقول :=الا إنها ستكون فتنة ، فقلت : فما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله, وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كـثـرة الـرد ، ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فأمنا به ، من قال به صدق ومن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ومن تمسك يـه هـدي الـي صـراط مستقيم+. رواه الـحـاكـم عـن عـبـد الله ابن مسعود .
إنه وعلى ضوء التمهيد القرآني حسب ما بينه رسول الله * ، سوف ينكشف للقارئ ـ بعد قراءته المتأنية ـ مناهج هذا البحث وهى على ثلاثة أقسام :
الأول : في هذا القسم يرى القارئ كيف اتخذ القرآن مكانته وقيمته عند الله سبحانه .
الثاني : يُرى فيه الاهتمام البالغ بالقرآن الكريم عند المسلمين الذين آمنوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبسيدنا محمد نبيا ورسولا وبالقرآن دليلا وإماما .
الثالث : يرى القارئ في هذا القسم هؤلاء الذين قصمهم الله جل جلاله حين تركوا القرآن من جبار .
والله نسأل أن يوفقنا ويهدينا سواء السبيل .

القرآن يعرَّف نفسه بنفسه

القرآن الكريم كتاب جمع الله تعالى فيه كل شيء ، وما أنزل الله تعالى كتاباً فيه مكرمة أو منقبة أو فضيلة إلا وسجلها في هذا الكتاب . قال تعالى : ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ۚ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ )(الأنعام:38) .
وفي الواقع إن معرفة مقامة أو قيمة هذا الكتاب صعب للغاية ولا يمكن لأيّ إنسان مهما أوتي من علوم ومعارف أن يقف على حقيقة معرفة القرآن فضلاً عن قيمته ومكانته فإنما حاول علماء الإسلام أن يقربوا للناس معـنـى هـذا الكتـاب ، يقـول : محمـد ابن عبد الله دراز رحمه الله تعالى : =إن تعريف القرآن تعريفاً تحديديا فلا سبيل لذلك(1).
يقول علماء اللغة : أن لفظ القرآن في الأصل مصدر من قرأ . يُقال قرأ قراءة وقرآنا . ومنه قوله تعالى : )إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ )(القيامة:17-19).
يقول الزرقاني في كتابه : (مناهل العرفان) : أما لفظ القرآن فهو في اللغة مصدر مرادف للقراءة ثم نقل من هذا المعنى المصدري وجعل اسماً للكلام المعجز المنزل على النبي * . من باب إطلاق المصدر على مفعوله .
القرآن : كما يقول علماء أصول الفقه : هو كلام الله تعالى المعجز المنزل على سيدنا محمد * باللفظ العربي المكتوب في المصاحف ، المتعبَّد بتلاوته ، المنقول إلينا بالتواتر المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس .
وبتعبير أدق : القرآن الكريم هو الذي عجزت الإنس والجن عن الإتيان بمثل أقصر سورة من سوره (2) .
والقرآن العظيم لا تصح الصلاة إلا بتلاوة شيء منه ، كما أن مجرد تلاوته عبادة يُثاب عليه المسلم .
والقرآن هو ما ينقله جمع عظيم عن جمع غفير يؤمن في العادة تواطؤهم على الكذب .
وقد علمت ـ الآن أيها القارئ كيف تعددت آراء العلماء في تعريف القرآن الكريم ، وذلك بسبب تعدد الرَّوايا التي ينظر العلماء منها إلى القرآن .
ونحن لا نذهب بك بعيداً في تعريف العلماء عن القرآن خوفاً من الخروج عن عنوان البحث : =القرآن وقيمته عند الله+ ولعل عظمة هذا الكتاب أو قيمته تتجلى في أسماء سمى الله تعالى بها هذا الكتاب فيزداد الناس معرفة بقيمة هذا القرآن العظيم ومكانته عند الله سبحانه .

الصفحات