القرآن الكريم كتاب جمع الله تعالى فيه كل شيء، وما أنزل الله تعالى كتاباً فيه مكرمة أو منقبة أو فضيلة إلا وسجلها في هذا الكتاب.
أنت هنا
قراءة كتاب القرآن وقيمته عند الله
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
من تأثير علموا مكانة القرآن
لا شك أن القرآن كتاب هداية فصل الله فيه كل ما يحتاجه الإنسان مما تستقيم به حياته ، ( إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ) (الإسراء:9) .
يقول الإمام الشافعي عن هداية القرآن : =ليس تنزل بأحد في الدنيا نازلة إلا في كتاب الله الدليل على سبيل الهدى+.
والقرآن ـ كما قال العلماء ـ كتاب لا يشتمل على هداية البشرية فحسب وإنما فيه أسرار وقوي يلجأ البعض إلى استخدامها عند الضرورة .
وعلى هذا فسروا قوله تعالى : ( وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) (الرعد:31).
أما كون القرآن الكريم هداية تقود البشرية إلى الغاية التي أنزل من أجلها هذا الكتاب, نرى الأمر فيه واضحاً والأمثلة على ذلك عديدة جلية مثل الضحي ، نختار ـ في هذا المقام ـ مثالاً واحداً فيما قاله الحاكم الفرنسي في الجزائر بمناسبة مرور مائة عام على احتلالها .
يقول الحاكم : =يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم حتى ننتصر عليهم ، وقد أشار هذا المعنى حادثة طريفة جرت في فرنسا ، وهو أن فرنسا من أجل القضاء على القرآن الكريم في نفوس شباب الجزائر قامت بتجربة عملية ، قامت بانتفاء عشر فتيات مسلمات جزائريات ، ادخلتهن الحكومة الفرنسية في المدارس الفرنسية وألبستهن الثياب الفرنسية فأصبحن كالفرنسيات تماماً ، وبعد أحد عشر عاماً من الجهود هيأت لهن حفلة تخرج رائعة دعى إليها الوزراء والمفكرون والصحفيون . . ولما ابتدأت الحفلة ، فوجئ الجميع بالفتيات الجزائريات يدخلن بلباسهن الإسلامي الجزائري ، فثارت ثائرة الصحف الفرنسية وتساءلت ، ماذا فعلت فرنسا في الجزائر إذن بعد مرور مائة وثمانية وعشرين عاماً ؟؟ فأجاب لاكوست وزير المستعمرات الفرنسي . . =وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا+؟
القرآن يؤثَّر
قلنا سابقاً أن نفرا من العلماء استعملوا هذا القرآن العظيم الشأن لقضاء مآربهم وحوائجهم قائلين أن هذا الكتاب اشتمل على أكثر من الهداية والرشاد بل فيه أسرار وقوي واستدلوا على ذلك ببعض أحاديث النبي * .
جاء في الحديث أنه وقعت هذه القصة المشهورة للصحابي الجليل : أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ، لما بـعـثـه النبي * في سرية فاستضافوا قوما ولم يضيفوهم ولدغ سيد القوم لدغته حية فقالوا : من يرقى ؟ كانوا لوما ، ما أكرموا الضيوف وهم الصحابة فلدغ سيدهم الكافر سيد القبيلة فجاءوا يقولون . من يرقى ؟ ثم قالوا ، لعل هؤلاء الركب المسلمين الذين نزلوا بجانبنا وما أضفناهم لعلهم عندهم راقى فجاءوا إلى السرية فقالوا هل فيكم من راق ، فقالوا : نعم ولكن لا نرقى لكم إلا بشيء من الغنم اشترطوا شرطاً على هـؤلاء البـخـلاء قـالـوا ما نرقى سيدكم ورئيس قبيلتكم إلا مقابل قطيع من الغنم فقالوا نعطيكم فاقتطعوا لهم من الغنم وعينوها ثم ذهب أحدهم وهو الراوي أبو سعيد رضي الله عنه ، ذهب يقرأ عليه الفاتحة فقرأها ثلاثا أو سبعا فقام هذا اللديغ كأنما نشط من عقال يمشي ما به بأس ولا كأن شيئاً لدغه فانتفع اللديغ بقراءة الفاتحة ، ولذلك النبي * قال لأبي سعيد بعد ما رجعوا إليه يستفتونه عن الغنم الذي آخذوه فأباحه لهم وأخبر أنه حلال لهم قال لأبـي سعـيـد وما يدريك أنها رقية كيف عرفت أنها رقية من الذي أخبرك ؟ تعجب من علم هذا الصحابي وأقره على أن الفاتحة يرقى بها . أخرجه الامام مسلم .