رواية "الحب خط أحمر"، للكاتبة تريش وايلي، نقرأ منها:
قراءة كتاب الحب خط أحمر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الحب خط أحمر
_ لا بأس. أنا متأكد أنك ما كنت تتوقعين أن يدق بابك رجل غريب.
أشاحت بنظرها عن وجهه المبتسم، وقد لاحظت أسنانه البيضاء وشفته السفلى العريضة. إنه حقاً أكثر وسامة عن قرب. فهو طويل القامة، عريض الكتفين، قوي العضلات ووسيم جداً. في الحقيقة، هو جذاب ووسيم بكل ما للكلام من معنى، وهذا أمر نادر جداً. أعادت نظرها نحو وجهه، وتوهج وجهها تحت القناع ما إن أدركت أنه يراقبها بصمت وتمعن. قالت: "إذاً، هل أنت تائه؟"
ظهرت ابتسامة على وجه الرجل، وقال: "هذا ما توصلت إليه بعد تدقيق النظر جيداً. أليس كذلك؟"
_ حسناً! لا بد أنك كذلك لتأتي إلى هنا في هذا الوقت من الليل وتحت المطر.
_ أنا لست تائهاً، بل أنا حيث يجب أن أكون.
_ أحقاً؟ تماماً هنا، تسقط المياه على أرض منزلي؟ أهذا هو المكان الذي يجب أن تكون فيه؟
_ لا! ليس بالتحديد.
مدّ الرجل يده ليصافحها ويتابع: "أنا جارك".
رمشت تارا بعينيها متظاهرة أنها لم تكن تعلم ذلك: "لا بد أنك تمزح! هل اشتريت ذلك المنزل المتهدم؟ هل أنت مجنون؟"
_شيء من هذا القبيل، فأنا أحب بناء الجدران والسقوف. ابتسمت تارا وقالت: "إذاً اشتريت المنزل المناسب. اسمي تارا دفلين، وأنا ... لا أبدو هكذا عادة".
ظل ممسكاً بيدها وعلق: "أشعر بالفضول لأعرف كيف تبدين فعلاً".
جال بنظره عليها متأملاً رداءها، كأنه يكرر النظرة التقييمية التي رمقته بها وتابع: "لا أعتقد أن أملي سيخيب عندما أراك".
خطفت تارا يدها منه، وشدّت حافتي ردائها إلى بعضهما، وعلقت: "عليك أن تتمتع بنظر خارق لترى من خلال هذا".
_ لدي حدس في مثل هذه الأمور.
_ أراهن على ذلك.
آه! بالطبع هو كذلك، فقد سمعت إشاعات كثيرة عنه. قطبت تارا جبينها مجعدة القناع على وجهها وهي تفكر أنها تبدو في الثمانين من عمرها على الأقل.
_ إذاً، هل هناك سبب لهذه الزيارة أم أنك مررت بي فقط لتتأكد من سلامة حدسك؟
ابتسم الرجل بخجل وأجاب: "أحب كثيراً القول إنني أتصرف بدافع الجيرة، لكنني أخشى القول إن الأمر أكثر بساطة وأنانية من ذلك. تعطلت شاحنتي وأنا بحاجة للاتصال بالميكانيكي".
_ ألا تملك هاتفاً؟
_ لا. لم يتم تأمينه في المنزل بعد.
اختفت يده في جيب سترته السميكة ليخرج منها الهاتف النقال، ويتابع: "ويبدو أن ليس هناك أي إشارات إرسال هنا".
نظرت تارا ملياً إليه وهو ينظر إلى هاتفه. بعدئذٍ رفع الرجل نظره إليها والتقت عيونهما. ابتسم الرجل، فظهرت غمازاتاه من جديد. قال: "إذاً، هل تسمحين لي باستعمال الهاتف؟"