أنت هنا

قراءة كتاب مخيم المواركة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مخيم المواركة

مخيم المواركة

(لأن عمار اشبيليو هو من أرسل هذه الرواية كاملة إلى بريدي الالكتروني jabiri [email protected] ولأنه كما اعترف بنفسه - نقلها عن، راوٍ آخر من إسلافه عاش قبل أكثر من أربعة قرون، واسمه عمار - أشبيليو أيضاً، ولأن عمار اشبيليو الأول ذا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4
هذه الحكايات تقطر ألماً ومرارة وإنسانية، وهي التي جمعتنا معا كصديقين، أنا والدكتور رودميرو، حتى إنّنا بعد تعارفنا لا نكاد نفترق إلا لنلتقي ثانية.
 
مع أنّ للدكتور رودميرو- أو أمادو كما يحلو لمواطنيه الأسبان تسميته - انشغالات كثيرة، فهو عضو ناشط في إحدى المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في مدريد، وهو وإنْ كان مستقلا إلا أنّه شارك في الحملات الانتخابية بقوة لصالح مرشحين يعتقد بقربهم من توجهاته التي تتلخص بضرورة تخلص إسبانيا الملكية الديمقراطية من الظلال السوداء المخجلة لعهد الجنرال فرانكو وسياسات قشتالة القديمة وما ارتكبته من مجازر وإبادات جماعية للشعب الأندلسي وللعديد من الشعوب في الأمريكيتين، وآسيا وإفريقيا كذلك، ويرى أنَّ الاعتذار الملكي من اليهود أمر جيد لو أنّه شمل غيرهم، خاصة وأنّ ما تعرضوا له أقل بكثير مما تجرعه الأندلسيون وهنود المايا والأزتيك والآخرون. يصف الدكتور رودميرو ذاك الاعتذار بالبراغماتية السلبية التي تسيء لوطنه إسبانيا أكثر مما تنفع، باختصار صديقي، إنّ رودميرو يدعو إلى مجتمع متسامح متعدد الألوان والثقافات التي تتلاقى معا لرسم اللوحة الأروع لفنان إسبانيا العظيم، وهو الشعب الإسباني - كما يقول - بكل أطيافه وثقافاته المتلاقحة عبر التاريخ، وغالبا ما يقول لأصدقائه وتلاميذه وزائريه:
 
إنَّ مقولة فرانكو الشهيرة (في إسبانيا عليك أنْ تكون كاثوليكيا أو لا تكون أي شيء) باتت من الماضي وعلينا أن لا ندع لها أي حيز مهما كان صغيرا، لا في أفكارنا ولا أقوالنا ولا في أيّ من أفعالنا وسلوكنا مع بعضنا ومع الآخرين.
 
هل يكفيك هذا تعريفا بالدكتور أحمد رودميرو؟ أتركك اليوم، لأحدثك بعدها عن مخيمنا، انتظرني.

الصفحات