(لأن عمار اشبيليو هو من أرسل هذه الرواية كاملة إلى بريدي الالكتروني jabiri [email protected] ولأنه كما اعترف بنفسه - نقلها عن، راوٍ آخر من إسلافه عاش قبل أكثر من أربعة قرون، واسمه عمار - أشبيليو أيضاً، ولأن عمار اشبيليو الأول ذا
أنت هنا
قراءة كتاب مخيم المواركة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
عمّـار إشبيـليـو
هذه إحدى رسائل عديدة كان- عمار إشبيليو - وهذا هو اسمه أرسلها لي بمبادرة منه. أدهشتني أولى رسائله، لا أدري لماذا خاطبني بالموريسكي، تفاصيل كثيرة يعرفها عني، بعضها يعود لأيام الطفولة، يعرف اسم مدرستي، مدرسة الأندلس الابتدائية للبنين، وموقعها بالتحديد ذكره لي، على ضفة شط العرب، قرب جامع الفضلي في الفاو يوم كانت عامرة بأهلها.
حتى إنّه ذكر الكوسج المحنط والمعلق قريبا من مكتب مدير مدرستنا، أدهشتني معرفته بهذه التفاصيل عني، لا أدري كيف عرفها، إلا أنني لم استغرب كثيرا تحدثه عن الكتب التي قرأتها عن تاريخ الأندلس وشعبها، مدجَنين ومواركة تحت سطوة قشتالة وأراغون وغيرها من الممالك الكاثوليكية الشمالية، من الواضح أنه عرف ذلك من دخولي للمواقع المهتمة بالشأن الأندلسي، ولهذا ظن - عمار إشبيليو- إني من أصول موريسكية جاءت إلى الخليج العربي والبصرة مع السفن البرتغالية أيّام الاحتلال الإسباني للبرتغال، قال إن الآلاف من المواركة فعلوا هكذا، وأبحروا متخفين تحت قناع النصرانية إلى الهند والساحل الأفريقي وقد اكتشف الباحثون أنَّ مقابر العديد من القرى في أمريكا اللاتينية تتجه إلى القبلة.
وعزز ظنه قائلا: ألم تسأل نفسك يوما لماذا أدخلك أبوك في مدرسة اسمها الأندلس مع أن مدرسة أخرى كانت أقرب منها إلى داركم؟ لا شكّ أن أباك كان موريسكيا مخلصا رحمه الله.
لا أدري إنْ كان موضوع بعد المدرسة عن بيتنا صحيحاً أم لا، لكني استغربت معرفته بهكذا تفصيل. وكان رده أنّه يتابع كل مهتم بمأساة شعبه الأندلسي ويحب أن يعرف كل شيء عنه، وأضاف: لم أنت مندهش؟ شعب الأندلس أحبّه يا أخي، أحب الموريسكيين، رضعت حبهم وحكاياتهم طوال طفولتي، لم يترك أبي أي حكاية أو حدث يعرفه إلا وقصه علي ولا شيء أحب إليّ من سماعها، بل لا حياة لي الآن من دون استرجاع تلك الحكايات وتنفسها.