(لأن عمار اشبيليو هو من أرسل هذه الرواية كاملة إلى بريدي الالكتروني jabiri [email protected] ولأنه كما اعترف بنفسه - نقلها عن، راوٍ آخر من إسلافه عاش قبل أكثر من أربعة قرون، واسمه عمار - أشبيليو أيضاً، ولأن عمار اشبيليو الأول ذا
أنت هنا
قراءة كتاب مخيم المواركة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
بستان الحرير
أراد مارتينو أنْ يجيد التقشتل ويتقنه مرتعبا من مصير حل بأبيه على يد رجال محكمة التفتيش في إشبيلية، فخرج إلى قرطبة ومنها إلى فالنسيا مبتعدا عن كل معارفه الموريسك، واستقر بها مستعينا بما يملك لشراء بيت وبستان حرير ليس بعيدا عنه.
وهناك بالغ الموريسكي مارتينو بإظهار نصرانيته، أغلب أصدقائه قشتاليون، كما أنّه بدا قشتاليا أكثر من القشتاليين أنفسهم، لا يتحدث إلا بالقشتالية ويضمن كلامه ازدراءً وتجريحا لكل ما هو موريسكي وغير كاثوليكي، كان مواظبا كل أحد على الذهاب للصلاة في الكنيسة، وحرص دائما على الظهور العلني في الأسواق أيّام الجمعة وخلال أعياد المسلمين المعروفة لئلا يتهم بالصلاة سرا في بيته كما هي تهمة كل موريسكي لا يأكل لحم الخنزير أو يتغيب عن الكنيسة، بيده نقش مارتينو علامة الصليب على قمصانه، ثم مثل دور الحب مع شقراء يبدو أنّ دم الفايكنغ المجوس يلوح في قسماتها المتوحشة، فعلا كانت جميلة بشقرتها وملامحها الجرمانية - كما تقول الحكاية - وقد انخدعت به، كان شابا أسمر فارعا ووسيما، ملامحه تشي بالقوة والرجولة، لكنه بعد أن أوقعها بشباكه لم يدم تمثيله معها طويلا، إذْ وفي أوّل خلوة لهما لم يستطع تحمل قربها ولا قبلاتها، سليلة الفايكنغ تلك لا يرى الماء جسدها، لم يطق رائحتها، والنهر حيث تستحم القشتاليات أحيانا بعيد عن بيتها، وقبل أن يعود زوجها من البحر توارى صاحبنا الموريسكي وتهرب من إلحاحها.
آميكو، صديقي، أكاد أرى استمتاعك بما تقرأ، تأمل هامش - أروى- وهي معلمة من تونس، أصولها من بلنسية، لكنها من خيمة قرطاجنة، انظر هامشها:
نهايات
لم تذكروا خاتمة الحكاية يا إخوة، لا شكّ أنّها مؤلمة، هل مر انسحاب الموريسكي من صاحبته بلا عقاب؟ لا أظنّ، خاصة في ظروف كتلك، الغلبة فيها للمرأة، والانتقام لها متاح، ومع أنّ النهاية كما ذكرتم محتملة، لكني أرسم أكثر من نهاية مختلفة للقصة..