أنت هنا

قراءة كتاب الإحتلال الأمريكي ومستقبل العراق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإحتلال الأمريكي ومستقبل العراق

الإحتلال الأمريكي ومستقبل العراق

كتاب " الإحتلال الأمريكي ومستقبل العراق " ، تأليف د.سامي الخفاجي ، والذي صدر عن دار آمنة للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 9

المقاومة العراقية والحركات الجهادية

ما زال أسم المقاوم العراقي (الرمز النضالي الكبير يسطع في الأفاق وتستلهمه أجيال بعد أجيال وتحلق أسطورته النبيلة في العالم أجمع)

تعبيراً عن الأشواق الإنسانية المشروعة لبناء عالم خالٍ من الاستعمار والاحتلال والاستغلال ومتحرر من الفقر والمظالم الذي ينشرها المحتل وتتوحد فيه كلمة البشرية الصادقة، وتأتلف جهودها من أجل تحقيق قيم العدل، والحرية والمساواة والتقدم.

أن مهمة المقاوم الحقيقي في مقاومة الاحتلال حقيقة تعطي كل شيء ولا ينتظر منها أية مكافئة مادية هي مهمة عظيمة ومقلقة في الوقت ذاته، أن المقاوم الحقيقي (ينقاد لمشاعر عظيمة ويستحيل أي مقاوم دون هذه الصفة).

أن الجندي الأمريكي يتمتع بقدرات تقنية ويستند إلى وسائل من السعة بحيث يصبح مخيفاً، لكنه في المقابل ينقصه عامل ضروري للغاية إذ تنقصه جوهريا البواعث الأيديولوجية المتوفرة بدرجة عالية جداً عند خصمه المقاوم العراقي، ولن نستطيع الظفر بجيش الاحتلال الأمريكي إلا بمقدار ما نتوصل إلى نسّف معنوياته، وستنسف هذه المعنويات بالهزائم التي تلحق به، والألأم المتكررة التي تسبب له.

ويجب أن لا تهدأ المقاومة حتى يتحقق النصر ويتوجب أن تخاض في كل موقع يوجع المعتدي (أن نشأتها يجب أن تكون في عقر داره، في أماكن لهوه، وأن تكون حربا شاملة، يجب أن تمنعه من الهدوء دقيقة واحدة يجب أن نهاجمه حيثما وجد وأن يشعر أنه وحش طريد في كل مكان يمر به، حينئذ ستهتز معنوياته شيئاً فشيئاً ويصبح أكثر حيوانية أيضاً وسنلاحظ لديه علامات الخور، ثم ينهار تحت وطأة المقاومة.

ومن هذه المنطلقات لا يسعى المقاوم إلى السلطة لمجرد الفوز بها أو لتحقيق مآرب خاصة بل أنه صاحب رسالة مثلى لقضية يؤمن بها ويضحي في سبيلها إلا فهي حبه الحقيقي وانتماءه لبلده وإذا أردنا الإجابة على السؤال المنطقي

(لم يحارب رجل المقاومة؟؟) والجواب (أنه مصلح اجتماعي، فهو يحمل السلاح دفاعاً عن شرف حرائر بلده وتجاوباً مع موجات التذمر الشعبي) هنيئاً للمقاوم في بغداد، الرمادي، والنجف وأربيل وكل مدن العراق بدون استثناء.

د. سامي خفاجي

ما أن خلق الله الكون وجدت المقاومة فهي سنة إلهية في جميع المخلوقات وأكبر آليات الحفاظ على الكون وما فيه بل هي الضامن الأول لاستقرار الحقوق في يد أصحابها، ورغم هذه المكانة فأنها أصبحت متهمة من قوى العدوان والشر يحاولون قتلها ودفنها، لإفساح المجال الكوني أمام تخريبهم وعمليات الإبادة للحقوق وأصحابها، لذلك فأن البحث في المقاومة ومشروعيتها أضحى ضرورة حتى تتبوأ المقاومة مكانها بين تفاعلات القوى العالمية وتحتل مكانتها بين مبادئ العدل والحق والمساواة.

فموضوع المقاومــــة ذو أهمية بالغة ليس في الوقت المعاصـــر فحسب، بل منــــذ خلق الله الكون وأسكن فيــه (آدم وذريته) والمقاومة حاضرة وملازمة للحراك البشري تمنع العدوان أو تصده أو تردعه، وسوف تبقى المقاومة ما بقيت جحافل الشر وقواه، ويزيد الأمر أهمية أن قوى العدوان الحديث تريد فرض نفسها وقوتها على العالم بالاحتلال والتدمير، مع سلب الناس حقوقهم في الرد المشروع ومقاومة العدوان بنفس الأساليب التي يستخدمها فهل يحلو للبعض أن يعتدي على الآخر ويخرق الحدود جائراً أو ظالماً وينكر على المظلوم مجرد الرد على العدو)؟؟

الصفحات