أنت هنا

قراءة كتاب فقه الوجود

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فقه الوجود

فقه الوجود

كتاب " فقه الوجود " ، تأليف أحمد الوتاري ،والذي صدر عن دار المأمون عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 1

منهـج الكتـاب2

يتقدم الكتاب تعريف قرآني من زاوية خاصة بـ(الرب الجميل) خالق هذا الوجود، ويعقبه وصف لـ(أطباق الوجود) الانساني، وفق البيان القرآني للأحوال التي يتقلب فيها الانسان مدى الوجود، ثم يتناول الكتاب –في أقسام ثلاثة- فقه الحياة وفقه الموت وفقه الجنة بالروح التي تليق بالوعي الاسلامي خاصة، وبالوعي الانساني عموماً، وهو يتدرج في مراحل وجوده في هذا الكون الجميل بعد أن لم يكن شيئا مذكوراً.

فأما القسم الأول فيتناول (طبق الحياة) في بابين، يتحدث الباب الأول منهما عن (فقه الحياة)، وفق منهج يتدرج في الإجابة عن أسئلة: (من أنت؟)، و(ما علاقاتك بمن سواك؟)، و(ماهو النظام الحاكم لتلك العلاقات؟)، وكيفية العلم بـ(مكانك الخاص في الوجود)، ومن ثم يؤسس هذا الباب في (الفصل الأول) لتفهم طبيعة الحياة من خلال فقه خصائص أركان الوجود الانساني فيها: من حيث تفرد الذات الواحدة لكل إنسان، والتنوع اللانهائي بوصفه أبرز خواص المكان، والتغير المستمر على أنه واحد من أهم علامات الحياة، في ظل فقه (نظام الحركة الإنسانية) الدافع لهذا التغير، ثم يتم في (الفصل الثاني) بيان الموضع الانساني العام في الحياة من خلال دائرة علاقاته بمن سواه فيها: مع من لا نظير له -الله-، ومع نظرائه في الخلق من الناس، ومع من ليس له بنظير من بقية المخلوقات، وما يقتضيه كل نوع من أنواع هذه العلاقات من أداء خاص، في ظل تدبير الرب الخالق ونظام القدر الحاكم لهذه العلاقات ولحركة الكون وقوانينه الذي يأتي بيانه في (الفصل الثالث)، وليقود هذا الفهم -في (الفصل الرابع)- إلى تعريف بـ(فقه المقام)، على طريق الفهم الدقيق للموضع الخاص الذي خلقه الله لكل فرد وخُلِق هو له في الوجود، والقدر العظيم لكل لحظة يقضيها الفرد في الحياة.

ويستعرض الباب الثاني من هذا القسم (إشارات في فن الحياة) في أربعة فصول، يعرف الفصل الأول (في فن الحياة) بقواعد ثلاثة من أجل حياة أجمل، في حين يتناول الفصل الثاني قضية (حب الحياة) ويبين ضوابط هذا الحب في القرآن وضوابط التعامل مع نعم الحياة، ثم يعالج الفصل الثالث (تنمية القدرات) الانسانية على طريق حياة أفضل؛ يحبها الخالق لمخلوقه، ويبين ملامحها الفصل الرابع (الحياة في سبيل الله)، الذي يعالج قضية تهميش الحياة والحط من قدرها، التي سادت أدبيات التربية الاسلامية، حتى صار التهرب من عيشها (فناً) متخصصاً، يُسَوِّغ التقاعس عن الانجاز المادي فيها، ويدعو إلى إنكار فطرة (حب الحياة)، ويشرع للموت في سبيل الله فحسب غاية عليا، مما أدى إلى تشكيل قلق وشعور بالتقصير في الشخصية الاسلامية التقية، صار جزءاً من أي مشروع فردي أو جماعي للانجاز المادي في الدنيا، وكأن المسلم مقصر إذ (يحيا في سبيل الله)، مما أضعف ما هو كامن في العقيدة من دافع للانجاز والتفوق، وهذا نقيض ما يدعو إليه القرآن من رسالة، تجعل كل (طبق) من أطباق وجودنا نعمة عظمى، تستحق منا بذل الوسع لفهم مراد الله من كل فرد، ثم بذل الوسع للكون وفق هذا المراد، وهي غاية الخلق: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات: 56).

وأما القسم الثاني: (طبق الموت)، فيتناول في بابه الأول (فقه الموت)، ويهدف إلى تخليص الوعي الاسلامي من عقد الخوف من المجهول، التي تجرد وصف الموت بكونه هَولاً مفزعاً، ورعباً دائماً يسوغ الهروب من الحياة، - فيما لم يخلق ربنا الجميل إلا جميلاً -، فيبدأ هذا الباب من الكتاب بمقدمة عامة في بيان خصائص الموت اليقينية الخمسة، التي تشكل دافعاً عظيماً لإرادة (فقه الوجود)، يعقبها بيان لـ(ما بين الحياة والموت) في (الفصل الأول)، وفيه تعريف بقلق الموت وطبيعته العامة، وإشارات الغيب المبثوثة في فرصة العمر لتهيئنا لإرادة الوعي وطلب العلم بحقيقته، ثم يعرف الفصل الثاني من هذا القسم ببعض قضايا (ما بعد الموت)، من مثل التعريف العام بـ(البرزخ)، ولحظة الانتقال والخروج من الحياة، ليتم في (الفصل الثالث) التعريف بـ(الموت الجميل)، ووصف البرزخ من حيث كونه طبقاً (مخلوقاً) من أطباق وجودنا، يبدأ لحظة نهاية طبق الحياة، وفيه من الخير والجمال والراحة ما فيه، وعلى قدر معرفتنا به سنـزداد له حباً كحبنا للحياة، دون داع للقلق منه ما دام في أصل النفس إرادة للخير وحب للحق، وإخلاص لرب العباد الذي خلق لنا الحياة، وخلق لنا (موتاً جميلاً)، يستحق حباً لاحقاً من نوع خاص، مثلما استحقت حياتنا منا حباً خاصاً، ثم يتعرض الباب الثاني من هذا القسم –بشكل مختصر- لـ(فقه ما بين البرزخ وبين الطبق الأخير)، ويبين في فصله الأول (شأن ما قبل الخلق، وشأن ما بعد البرزخ)، ويحكي في الفصل الثاني عن (ما بعد البرزخ) مع بيان صورة مجملة عن نبأ القيامة العظيم وما يتعلق بها من أحوال الانتقال إلى الطبق الأخير، ويعطي الفصل الثالث صورة مختصرة عن (جهنم: دار الألم).

وأما القسم الثالث من الكتاب فيتناول (فقه الجنة)، ويهدف إلى بيان الصورة المعجزة للوصف القرآني لطبق وجودنا النهائي، وهي صورة لا تتوافر في أي نص بشري من قبل ولا من بعد، ولا في النصوص المحرفة للكتب السابقة، ولا يمكن لوعي إنساني مهما كانت قدراته أن ينتج مثلها، وهي مؤسسة على مقدمات ثلاث تؤسس للوعي بتفرد هذا الطبق من الوجود، لتبنى عليها في الفصل الأول مفاهيم (الخصائص العامة للوجود في الجنة)، وليتم في الفصل الثاني استعراض (بعض من صور النعيم)، وهذه الخصائص والصور كلها مستنبطة من إشارات ومعاني النور الحق الذي أنزله الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جمعت لهذا الغرض آيات القرآن العظيم التي تتناول وصفها المعجز، وستجدها هنا تحكي صورة هذا الوجود القادم الحيوي المتجدد العظيم بنفسها، دون تدخل منا سوى في التصنيف والتقسيم، ووضع العناوين التي توضح المراد.

وينتهي الكتاب بعود على بدء، وخاتمة في وصف الله، فيها فرصة لمعرفته بما ثبت عنه من وصف لنفسه بالحق، تؤطر المعرفة المتحصلة من شهود ما صدر عنه من آثار صنعه في الخلق، التي بدأ بها الكتاب عند التعريف بالرب الجميل، ثم بيان خصائص علاقة كل مخلوق في الوجود بالله الذي منه كان هذا الوجود بأطباقه جميعاً، وبه يبقى كل موجود.

الصفحات