بلغة أشبه بالنصل تحز نهى غنام جمود الذاكرة القارئة لنصها، في محاولة منها لخلق وشائج قادرة على استحضار الحالة التي تبتغي إيصالها للقارئ، فقصصها تتناول تفاصيل الذات الإنسانية، ومعاناة الإنسان في ظل الاحتلال، وتواكب أحلامه بأناة، واضطرابات عوالمه الباحثة عن إي
أنت هنا
قراءة كتاب ناقص ضلع
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
أكثرُ صراحةً مع نفسي
1. المرآة
هي الذات عندما تفقد ثقتها بالذات...
مجهرها لا يزال باحثاً عن بر الأمان، تريد الوصول دون إبحار أو مجازفة، تلوذ بذاك الجسم مصقول السطح مشذب الأطراف...
بوابة الزمن تجري بها عبر الوقت ولا شيء يؤنسها سوى بوصلة تدور... ذات الوجه والعينين، الفم والأنف، وتلك الندبة السوداء على الخد الأيسر.
كيف السبيل إلى تهشيم هذا العالم المجهول هناك؟
"بت أمقته لدرجة الجنون، لماذا أنا مجبرة على التعبد بمحرابه قبل كل نسمة هواء أتنشّقها خارج قيودي ؟ ربما لأنني في داخله أشعر بمدى بشاعتي... أتخيل وقت الحساب قد حان ولا منقذ سوى العمل الصالح. هي صديقة أغوار نفسي تشي لها بالأسرار الدفينة داخلي، مرة تخبرني أنني الأجمل، ومرة تشعرني بالنقمة على ذاتي وكأنني تلك الخالة الشريرة في"بياض الثلج"...
حاولت أن أحرقها بالماء كما يفعل الكيميائيون بالصوديوم، أردتها هيدروكسيداً مشتعلا دون جدوى...
في هذه القضية ظالم ومظلوم: هي، أنا، أم كلانا...
ألأنها تجبرني على مقاضاة نفسي في محكمة الضمير؟ أم لأنها تختزن شحنات الحقد المركزة وتبثها في وجهي لتزور مكامن الضعف في نفسي... نعم أمقتها جداً، لا سيما حين تخرج سيفها من جرابه لتصيب غروري الأنثوي وترديه قتيلاً".
لستِ جميلة، لا تحاولي أن تخففي ما أنت عليه من بشاعة... ابقَيْ كما أنت عاصية في زمن الكفر، تنفذين المشاريع الفاشلة في شركة بيع الاجتهاد والاعتماد على النفس لتقضي على حدود العالم المجهول بلا تصريح للدخول ودون أن تطرقي الباب فتزعجي سكانه.
2. ربما حباً
لحظات الليل الأكثر ظلمة تلك التي يُسرق فيها حلم...
"شيلوخ" لم يعد قادراً على الصبر، يقتطع لحم البشر ليبيعه في مزاد
الإنسانية العلني وأنت... كالمجنونة تنفخين في "قربة" مثقوبة، تهيمين في الأرض باحثةً عن حلم كان كابوساً قبل اغتياله، كاليد عندما تحاول انتزاع وردة بين الأشواك... لا تنسحب إلا بخسائر فادحة.
شعرتِ أن الزنزانة تطبق عليه لأنه اعترف...
قال أحبكِ بينما أنت راكضة في أفق الطموح المشرع الأبواب ترتشفين كؤوس الأحلام المؤجلة إلى ما بعد الحرية.
النوم يسيطر على المكان وقراصنة الليل فوق وسادته؛ يحومون حول الهدف، يصطادونه بمهارة ويتركون الساحة لفتحة صغيرة في الجدار لن تلتئم إلا برجوعه.
"المعذرة يا عاطفتي المليكة لن أقدم القربان ليكفر عن زلتي...
رسالة لن ترحم قلبي من ندم ينهش أطرافه أولاً بأول...