كتاب " المسألة الكردية في العراق " ، تأليف صلاح سعد الله ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2006 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب المسألة الكردية في العراق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

المسألة الكردية في العراق
مقدمة الطبعة الثانية
نشرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب عام 2002 فى منطقة كردستان حصرًا تحت عنوان « المسألة القومية فى العراق »، وباستثناء تعديل العنوان إلى « المسـألة الكردية فى العراق » لينسجم أكثر مع البحث ، وتصحيح بعض الأخطاء الفنية هنا وهناك فقد أبقيت فى هذه الطبعة « البغدادية » على المضمون كاملاً الذى لايزال يحتفظ ، فى اعتقادى ، بحيويته ، مع التفصيل والتطويل فى موضوع أو موضوعين ، كما كانا ، لرسم لوحة عامة للقراء هنا أيضًا فى عرض ومعالجة مسألة هامة يرثها النظام الجديد فى العراق عن العهد البيروقراطى - الشوفينى الدكتاتورى الساقط .
يتبنى النظام البديل المتطور الديمقراطية كهدف معلن للحكومة الأنكلو - الأمريكية ، وتعتبر الديمقراطية وسيلة مثالية لحل المشاكل (panacea) ومنها المشكلة القومية . وهناك تلميحات بأنه قد يعتمد أيضًا الفدرالية لحكومة البلاد . الديمقراطية والفدرالية عاملان يساعدان لحل المشكلة القومية ، وكم هائل من المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعيـــة الأخـــرى ، القديمـــة والجديدة ، لكن الوقائع تثبت أنهمـــا لا يكفيان لوحدهما لحل هذه المشكلة ، كما نرى للحالة الأولى فى بريطانيا ، وفى روسيا والهند ونيجيريا .. للحالة الثانية . لذلك لابد من حل المشكلة بذاتها بالانطلاق من حق القومية فى تقرير مصيرها بنفسها ، وتحديد طبيعة علاقتها بالقومية الأخرى فى ضوء هذا الحق ، فى مجتمع ثنائى القومية كما فى العراق مثلاً ، وإلا سيبقى الحل ناقصًا ، ولهذا يجب تثبيت هذا الحق دستوريًا فى شراكة حرة متساوية فى الوطن، حتى لا تصبح الفدرالية، نظامًا إداريًا لا مركزيًا حسب ولا تكون بديلة لحق القومية فى تقرير مصيرها بنفسها .
كرديًا : تمكنت الحركة الكردية من تحرير كردستان العراق بأكملها ، وهذا إنجاز تاريخى ، وتقع على عاتقها الآن مهمة عاجلة بإعادة المستوطنين العرب والمرحلين الكرد إلى ديارهم الأصلية ، وتوحيد الإقليم وتعميق الديمقراطية وترسيخ سيادة القانون ومنع بروز ( طبقة جديدة ) تستغل السلطة لمصلحتها الضيقة ، وتصدت الحركة بحزم ونجاح آنى مشهود إلى التهديد الشوفينى التركى بغزو الوطن لضم كركوك والموصل إلى تركيا ، لكن الزعيق الدونكيشوتى التركى حول الدولة الكردية لازال مستمرًا ، ولازال الخطر فى الواقع قائمًا ، وهناك من يحرض على الغزو والضم فعلاً . فقد كتب الصحفى الأمريكى المتنفذ « ويليام سافاير » مقالاً فى صحيفة « إنترناشنال هيرالد تربيون » بتاريخ 2/11/2001 تحت عنوان « ساعدوا تركيا على اجتياح العراق » جاء فيه: « أرى عقد صفقة » مع أنقرة الآن للتحرك عبر حدود تركيا وضم الثلث الشمالى من العراق . إن معظمه يقع بيد الكرد فى الظرف الراهن . لكن الأرض المقترحة لضمها إلى تركيا هى الحقل النفطى حول كركوك الذى ينتج نصف نفط ( العراق ) تقريبًا » .
تاريخيًا : تشكل تركيا وإيران محور الشر للكرد لأكثر من أربعمائة سنة . وهذا الشر يتستر أحيانًا ، منذ أيام الصفويين والعثمانيين ، بجلباب الدين . ومن المؤسف أن تنضم سوريا إلى هذا المحور (*) خارقةً بذلك مبادئ الأخوة العربية - الكردية التى جسدها صلاح الدين ، الراقد هناك . وقبل سوريا كان العراق نفسه يلعب دورًا نشطًا فى المحور الإقليمى المعادى للكرد ، بترتيبات عراقية - تركية خاصة لملاحقة العناصر الوطنية الكردية عبر خط الحدود المشترك . فكأنك تهرول 66 سنة إلى الوراء لتسقط فى مستنقع ( سعد آباد ) ثانية .
يبدى المحــور حرصًا زائدًا على ( وحدة الأراضى العراقيـــة ) ، وهو حرص زائف لا يخدع إلا المنافقين ، فدافع المحور سر مكشوف وهو الهوس الشوفينى بمعاداة كرد العراق وتمتعهم بأى حقوق قومية كى لا تسرى « عدوى » هذه الحقوق على «كردهم» ، فهى أم الكوارث بالنسبة لهم .