كتاب " الإسلاميون والديمقراطية في مصر - عصف ورميم " ، تأليف د. عبد الله سامي إبراهيم الدلال ، والذي صدر عم مكتبة مدبولي عام 2007 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب الإسلاميون والديمقراطية في مصر - عصف ورميم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

الإسلاميون والديمقراطية في مصر - عصف ورميم
استهلال
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه. الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه واستن بسننه البينات.
أما بعد...
فهذه دراسة عملية واقعية لإسقاطات مشاركة الإسلاميين في بعض الأنظمة الديمقراطية وأثر ذلك على حركة الحياة السياسية التي يسعى الإسلاميون أن يكون لهم دور في تحديد اتجاهاتها وتوجيه مساراتها.
إن هذا الكتاب عبارة عن سبر أغوار تجربة مهمة من تجارب الإسلاميين في المجال الديمقراطي، وهي التجربة المصرية.
وكان لابد من اختيار نماذج عملية واقعية لأسباب كثيرة، منها:
1- ليكون كلامنا عن واقع حي ومعيش، وليس عن مجرد تصور وتخيل، وحتى أيضًا لا نلج مدرسة الأرأيتيين .
2- للتدليل على أن مسلك الإسلاميين في هذا السبيل هو مسلك منهج وليس مسلك ضرورة.
3- ولإيضاح أن التنازلات الخطيرة والكبيرة التي يقدمها الإسلاميون هي من طبيعة هذا الطريق الديمقراطي.
4- ولبيان أن الطريق الديمقراطي لا يحقق للإسلاميين ما يصبون إليه من أهدافهم، كتطبيق الشريعة الإسلامية، وغيرها من الأهداف المعلنة.
5- ولتعضيد وتثبيت ما هو معلوم من أن منهاج الأنبياء في التغيير وأساليبهم المتبعة في الدعوة (كخطوط عريضة) هو المنهاج الصحيح الذي ينبغي أن يتبع ويجب أن يقتفى.
6- ولتأكيد أن المستفيد الحقيقي من سلوك الإسلاميين السبيل الديمقراطي إنما هم أعداء الأمة، سواء من اليهود والنصارى، أو من أذنابهم من الحكام العملاء، أو الأحزاب العلمانية، أو الشخصيات المستغربة والمستشرقة.
7- ثم ليستفيد الإسلاميون من تجارب من سبقهم من الإسلاميين المجلسيين، فلا يعيدوا الخطأ نفسه، فيقع المتأخرون منهم في نفس الحفرة الديمقراطية التي ابتلعت المتقدمين.
8- ولتتضح الصورة بخصوص حجم الإمكانات المادية والمعنوية التي تبذل في الإطار الديمقراطي دون فائدة تذكر، على حساب العمل الدعوي السليم الذي تُجهض إمكاناته المتنوعة في خضم الزخم الديمقراطي.
9- ولبيان حجم الخسائر الفادحة التي تتكبدها الدعوة الإسلامية على مستوى المنهاج أو على مستوى السلوك أو على مستوى الجهد، بسبب الانصراف الإسلامي نحو الديمقراطية.
10- ولكشف اللثام عن السبل الشيطانية التي يمارسها الملأ من خلال اللعبة الديمقراطية في إجهاض أي توجه إسلامي حقيقي يريد أن يعلي راية لا إله إلا الله في الأرض.
فتلك هي عشرة أسباب، وهناك أسباب غيرها، جعلت إبراز بعض تجارب الإسلاميين في المجالس النيابية من الأمور المهمة التي ينبغي بسطها بين أيدي الدعاة، بغية الدراسة العميقة، واستفراغ العبر منها، واستنباط الدروس والعظات.
إن اختياري للتجربتين المصرية والسورية(1) لا يعني بأي حال من الأحوال الغض من أهمية دراسة تجارب الإسلاميين الأخرى، كالتجربة الجزائرية والتجربة التركية والتجربة الباكستانية والتجربة الأردنية والتجربة السودانية وغيرها من التجارب.
إن هذه الدراسة تنفرد بذكر تجربة الإسلاميين المشاركين في ديمقراطية مصر.
اللهم تقبل منا صالح أعمالنا وألحقنا بعبادك المتقين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين