أنت هنا

قراءة كتاب حمام القرماني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حمام القرماني

حمام القرماني

كتاب " حمام القرماني " ، تأليف نجوى الزهار ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

المقدمــــــة

صباح الخير، مساء الورد، السلام عليكم.

طابت أيامكم وغمرتكم أكاليل الرضى.

إلى من يقرأني الآن، وإلى من سوف يقرأني عندما أغيب عن هذا الكون الجميل.

كنت قد مارست الكتابة، كتابة هذا النص «حمّام القرماني» قبل ما يقارب الخمس سنوات. وكان السؤال: ماذا فعلت بما كتبت؟

وجاء الجواب، بأن الزمن المناسب عندما يحضر سوف يكون لهذا النص مكان تستقر فيه بعض من معانيه وحروفه على صفحات الورق في كتاب مطبوع.

وتغير مذاق الياسمين في بلادي.

وها نحن في بيروت. بيروت التي تحملت آلامها سنوات طويلة، مضت مع الدعاء المتوالي لها بأن يظل لون بحرها الأزرق فرحاً بأبنائه ولياليه، أرادت لهذا النص أن يكون عبر «دار الفارابي» في بيروت.

اللغة والأحاسيس هي ما نمارسه جميعاً سواء أكان ذلك في الكتابة، الرسم، الغناء، الحديث الجواني، الكلمة الحنون، واليد التي تتحرك دوماً لتلامس كل ما هو حقيقي، هي ما يجعل للذكريات خميرة متجددة. فنحن جميعاً أياً كان موقعنا نمارس الإبداع. لكي نتحايل على ما نصادفه في حياتنا، نمارس الإبداع في جعل الجمال هو ما نتذوقه، هو ما نلمسه، وهو ما نتحدث فيه وعنه في جعل الجمال هو القوة الحقيقية لكل زمان ومكان.

ماذا أريد؟

لقد سردت ذكريات لشخصيات بعضها تزامن مع زمني، وبعضها الآخر أمسكت به عبر أثير لا أدري مصدره في الحقيقة، والحقيقة الحقة. إنّ كتابتي هي التي تحاول أن تمسك بالجمال، الجمال في بلاد الشام عبر مياه متدفقة، عبر أطواق الياسمين أرادت أن تمسك تلك الصور الجميلة.

وتغير مذاق الياسمين في بلاد الشام، ولا أقول غاب الياسمين، ولا أقول تخلى الورد الجوري عن عبقه. فماذا أريد؟.

أواه يا بلادي! ماذا أريد؟

أريد أن يظل الياسمين في بلادي محتفظاً بلونه الأبيض، بأوراقه الخضراء. أريد من الياسمين في بلادي أن يداري جذوره الباحثة عن الحب والأمان.

أريد أن أمسك بأصوات البائعين في بلادي عندما كانت حناجرهم تغني أجمل الألحان. أريد من صورة بائعي الصبار أن ترسمها يد السحاب في حاراتنا وهم يرشون الماء على أكواز الصبار بيد، وباليد الأخرى يسقون نبات الريحان والياسمين.

ماذا أريد؟

أريد أن أقول لمن يقرأني الآن أو غداً أو بعد زمن وزمن إننا لم ولن نضيّع مفاتيحنا السرية، تلك المفاتيح التي كانت تبقينا على تواصل مع ذواتنا، مع جيراننا مع كل شجرة برتقال وليمون، نحن لم نضع. لم نفقد تلك المفاتيح، ولكن عندما تغير طعم الياسمين في بلادنا، وعندما اختبأت زهور أشجار اللوز، أمسكنا بتلك المفاتيح وزرعناها في تراب بلاد الشام لكي تكون بانتظاركم. أنتم الذين سوف تمسكون بتلك المفاتيح السرية، ولسوف يكون بناؤكم هو استعادة الروح الشامية لفرحها. وعندما تمسكون تلك الأحجار المتراكمة، اقتربوا منها. اسألوها بداية عن حالها وأحوالها. اسمعوها تذوقوها. ولسوف يحدثكم المسجد عن فرح مئذنته، والكنيسة عن عذوبة أجراسها، تمهلوا تمهلوا وأنتم تعيدون البناء. ابحثوا عن كلامنا من الطوبة والطوبة. شاهدوا أعراسنا في الأثير المحيط بكم. اتحدوا بكيمياء كلامنا ضحكنا. اجعلوا السهل يتعانق مع الجبل، واجعلوا السهل يمد يديه ليلامس قمم الجبال. وعندما تبدأون بالغناء:

الصفحات