كتاب " حمام القرماني " ، تأليف نجوى الزهار ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب حمام القرماني
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
حمام القرماني
بابور الكاز
قولي لي هل من جديد؟
شعرت بالإحراج، لم أستطع أن أبوح لها بما يُشغِل بالي هذه الأيام. ذاك الذي يشغلني بعيدٌ جداً عن أيّ مُخيّلة. وشعرت أنني إذا عرفت بعضاً من حقيقته، أستطيع الكتابة على نحو أوضح، فلا أتيه ويتيه معي من يقرأني. ولكن قبل ذلك أريد أن أتوجه إلى من يقرأني، حتى نكون على قدر ولو قليل من القرب.
ما رأيكم أن ندع الكلام يختمر قليلاً، أيكون ذاته بعد الاختمار؟ أن ندع الأحاسيس تهدأ قليلاً، أتكون ذاتها بعد ذلك؟ وما الوهم إلا التوهم بأننا نعرف شيئاً، إن كنت مخطئة فتعالوا معي، ساعدوني على ما يشغل بالي.
ما يشغل بالي بابور الكاز، بابور الكاز كانت الجدات يستعملنه. ولمن لا يعرفه سوف أصفه قليلاً، ولعلي سأطلب المساعدة في أن يُرسم بابور الكاز. هو نار مشتعلة من الأعلى، لديه خزان وقود.
لا يزال صوت جدتي في ذهني: لماذا صوت بابور الكاز مخنوقاً؟ فتأتي خالتي بشيء ما، صغير صغير جداً، له ما يشبه الإبرة في أعلاه تُعالج به البابور، فيعاود الإنشاد كما تحب جدتي.
أتساءل لمن القوة في هذا؟ أهي للكاز أم للنار؟ أم لتلك الإبرة (نكاشة)[4] المتناهية في الدقة؟ ما فهمت شيئاً من هذا. ولكن عندما كان داخلي يغلي بأفكار، برغبات، بعضها مباح وبعضها الآخر غير مباح، بأكثر من قدرة الكاز على الاشتعال، كنت أشعر بأن ما ينقصني هو تلك الإبرة الدقيقة، لعلها تغرد في أعماقي، فتنطلق أنواري..
وأحياناً أتمنى أن أدخل إلى تلك النار المشتعلة في داخلي، لأرى كم هي جميلة برودتها. تمنيت أن أمسك بحبات الكاز لأشعر بليونتها. ولكن هل استطعت؟