أنت هنا

قراءة كتاب نهاية السيد واي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نهاية السيد واي

نهاية السيد واي

كتاب " نهاية السيد واي " ، تأليف سكارلت توماس ترجمه إلى العربية إيمان حرزالله ، والذي صدر عن دار التنوير عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار التنوير
الصفحة رقم: 7

«لا. لا أعمل على لوماس». قلت. «بل أكتب مقالات لمجلّة تُدعى سموك [دخان]. في الغالب لم تسمع بها. وقد أكتب عن لوماس لاحقًا، لكنّي لا أعتبر ذلك بمثابة «العمل عليه» بالمعنى الذي تقصده». أصمت لكن «بيرلوم» لا يقول شيئًا. فأضيف: «مع ذلك يجدر الكتابة عنه، ولو قليلًا، فأعماله آسرة حقًّا. أقصد حتّى بدون الجدل المثار حوله وحول مسألة اللعنة، ما زال مذهلًا».

«حقًّا». قال بيرلوم. «لذلك أعمل على سيرته». نظر بعد أن قال كلمة سيرته للأرض ثم رفع نظره للسقف المرسوم أعلى رأسينا، لا بدّ أنّني كنت عاقدة حاجبي أو شيء كهذا لأنّه حين عاد ينظر لي ابتسم ابتسامة اعتذارية ملتوية. وقال: «أنا أكره السِّيَر».

ضحكت. «ولماذا إذن تكتب سيرة؟»

رفع كتفيه مجيبًا: «أسرني لوماس، ويبدو أنّ الطريقة الوحيدة للكتابة عن أعماله هي بكتابة سيرته، فقد تجد قبولًا، إذ تسري حاليًا هوجة النبش في قبور شُذّاذ الآفاق ممّن عاشوا في القرن التاسع عشر، كذلك قد يكون المقابل المادّي جيّدًا. والقسم في حاجة لبعض التمويل، وأنا كذلك في حاجة لبعض التمويل اللعين».

«القسم؟»

«قسم الدراسات الإنجليزية والأمريكية». ثم ذكر اسم الجامعة.

«وهل بدأت كتابتها؟» أسأله.

يومئ قائلًا: «نعم، ولسوء الحظّ لا يهمّني فيها حقًّا سوى تفصيلة واحدة».

«اللكمة؟». أخمّن وأنا أفكّر في داروين وأتخيّل، لا أعرف لماذا، أصوات طرطشة ماء عالية عند سقوطه إثر لكمة لوماس.

«لا». أجاب وتطلع للسقف مجدّدًا ثم أضاف: «هل قرأتِ شيئًا لصامويل باتلر؟».

«آه. نعم». أومئ «إنّه هو من دلّني لقراءة لوماس. كان ثمّة إشارة له في مفكّرات باتلر».

«هل قرأت مفكّرات باتلر؟».

«نعم. وأحببت كلّ شيء عن هاملت المصنوع من الحلوى».

الحقيقة أنّ ما أحببتِه في «باتلر» هو نفس ما أحببته في لوماس: الخروج عن المألوف والأفكار الألمعيّة. ألمعيّة «باتلر» تكمن في مسألة الوعي، إذ يرى أنّه لمّا كنّا نحن قد تطوّرنا من مادّة نباتية عضوية، فلا بدّ أن وعينا قد تطوّر عند نقطة ما من لا شيء. وإن كان وعينا قد تطوّر هكذا من لا شيء، فلماذا لا يحدث ذلك للآلات؟ قرأت هذا قبل أسبوعين فقط.

«هاملت الحلوى؟». قال «بيرلوم».

«نعم، تلك الحلوى التي كانوا يبيعونها في لندن، حلوى صغيرة على هيئة هاملت يحمل جمجمة مغموسة في السكر. أليس شيئًا رائعًا؟».

ضحك بيرلوم وقال: «أراهن أنّ باتلر هلك من الضحك على هذا».

«نعم. لهذا أحبّه، أحبّ عبثه».

«الأرجح إذن أنكِ تعرفين الشائعات عنه هو ولوماس؟».

«لا. أيّ شائعات؟».

«أنّهما كانا حبيبين، أو على الأقلّ كان لوماس متيّمًا بباتلر».

«لم يكن لدي فكرة عن ذلك»، أقول ثم أبتسم سائلة: «وهل يهمّ هذا؟».

«لا أظنّ، لكنّه يتعلّق بالتفصلية التي تهمّني أكثر من أيّ شيء».

«والتي هي».

«هل قرأتِ مؤلّفة الأوديسة؟».

«لا». أهزّ رأسي وأسأل: «مؤلّفة؟».

«اقرئيها، يزعم باتلر أنّ من كتب الأوديسة امرأة. ألمعيّ ملعون». مرّر يده في شعره وأردف: «نشر معها ترجمته للأوديسة، وأرفق بعض الصور الفوتوغرافية الأبيض × أسود كان قد التقطها لبعض العملات القديمة والمناظر الطبيعية الواردة في الأوديسة. أحدها، المفترض أنّها للخليج الذي سبح إليه عوليس، يقف على البُعد في خلفيّتها رجل وكلب. يخرج باتلر عن عادته في مقدّمة الكتاب ليعتذر عن ذلك قائلًا إنّه ليس واردًا أنّهما كانا هناك حقًّا وأنّهما لم يظهرا إلّا وهو يعالج النسخة السلبية.

«واو»، علّقت وأنا لا أعرف إلى أين يؤدّي ذلك. «و...».

«هذا الرجل هو لوماس، أنا واثق من ذلك».

«وكيف هذا؟».

الصفحات