ولكن الرعايـة الطبيـة اظهرت على مدى السنين أن الخاملين ممن لا يمارسون أي رياضـة قد يتعرضون لأمراض القلب ومتاعب البروستاتا وتليف الكبد وتكوّن القرُح ومرض البواسير والآم الظهر. وهم بذلك يتعجلون الهرم والشيخوخـة بل ويموتون في سن مبكرة عن أولئك الذين يمارسون نشاطاً رياضياً.
لا يليق بالجنس البشري أن يحيا عليلاً بل ينبغي أن يعمل ويبني ويتمتع بالحيويـة والنشاط.وإن ّ النشاط الذي يفرضـه حب الحياة يُضفي على الناس الصحـة والعافـية، وعند التحدث عن الهرم والشيخوخـة أو عن الشفاء تقول: إما ان نمارس التدريب والحركـة أو نصاب بالاضمحلال.
إنّ المشي أساس كل نشاط رياضي، فليس له سن محددة وهو تدريب يحتاج إلى الهواء الطلق مثلـه في ذلك مثـل السباحـة والجري وسباق الدراجات. والمشي يزيد من كميـة الطاقـة الحراريـة التي يطلقها الجسم في نفس الوقت الذي يزيد فيه قدرة الجسم على الاحتمال.
إن رياضـة المشي أقل الرياضات إجهاداً وأكثرها أمناً وأفضلها قبولاً لدى كل الناس وفي أي مرحلـة من مراحل العمـر. ومن المعروف أن رياضـة المشي تمنع وهن العظام عند كبار السن، كما أظهرت الدراسات أن كبار السن الذين يمارسون هذه الرياضـة بانتظام تقل نسبـة فقد الكالسيوم من عظامهم.
إنّ جسم الإنسان هو أكفأ آلـة خلقت بنظام رائع دقيق، ولكنـه يتدهور بعدم الحركـة التي تستقيم بها الحياة. وقد أثبتت الأبحاث أن المشي يساعد القلب على تكوين أوعيـة دمويـة جديدة لتخطي مناطق الانسداد في الشريان التاجي كما يزيد من اتساع المناطق الضيقـة في الأوعيـة الدمويـة.
ويوصي الجراحون مرضاهم بالمشي بعد الانتهاء من إجراء الجراحـة بفتـرة وجيـزة للوقايـة من تكوين الجلطات الدمويـة التي قد تسبب إنسداد شريان في المخ أو القلب أو الرئتين. كما أظهرت الدراسات كذلك أن مرض السكـر قد يختفي عند متقدمي السن إذا ما التزموا بمنهاج منتظم للمشي.
قد يقارن المشي السريع بالسيـر الوئيد. ففي احد الاختبارات عندما قورن فريق من الناس تتراوح أعمارهم ما بين 40 و 57 سنـة اعتادوا المسي السريع 40 دقيقـة لمدة اربعـة ايام في الأسبوع اظهروا تحسناً مساوياً لفريق آخر من نفس السن إعتادوا السير وئيداً 30 دقيقـة لمدة ثلاثـة ايام في الأسبوع، كما دلّ الاختبار على أن سرعـة ضربات القلب لكل مشترك ومواد جسمـه الدهنيـة قد نقصت بشكـل ملحوظ.وثبت أنّ الجري الشاق لمسافـة 10 كيلو مترات يحرق من السعرات 20 % فقط زيادة عما يحرقـه المشي لنفس المسافـة وأنّ المشي المعتدل 5 كيلو مترات/ ساعـة يومياً يحرق 360 سعراً مما يساعد على فقد 1350 غراماً من الدهن شهرياً أو ما يعادل 16.200 كغم سنوياً.
ولنذكر أن الشهيـة إلى الطعام لا تزداد ببمارسـة الرياضـة. وان الزيادة في الوزن قد تنتج من الافتقار إلى الرياضـة.
بعد مضي العقد الثالث من العمر إنّ قدرة القلب على ضخ الدم تقل بمقدار 8 % وإن المجموع العضلي للجسم يضعف بمقدار 4 % ولذلك فإن الركون إلى الكسل يسرع من ظاهرة الشيخوخـة بينما أن تنظيم منهاج خاص بالمشي يؤخـر من الهرم والشيخوخـة.
لـذا لا تدع الشيخوخـة تثبط من عزيمتك ولتبدأ المشي واستمر فيه، ولا تعتقد أن حصولك على معاش أو تأمين على حياتك يغنيك عن النشاط الجسماني الذي يحقق لك حياة أطول أو اسعد أو صحـة أوفـر.
فالمشي هـو الحصن الأكيد ضد الشيخوخـة. ومن الحكمـة استشارة طبيبك أولاً. وأعتبر ان المشي لمدة 15 دقيقـة في المرة الواحدة هـو أفضل فائدة لاكتساب نسمـة هواء. فالوقت الذي تقضيه في المشي من الأهميـة بمكان واجتهد أن تمشي ساعـة يومياً