رياضـة المشي منشط للعــقل والجسم

تذكـر كتب التاريخ بأن الاغريق في القرن الخامس الميلادي كانوا يحلون المشاكل العقليـة المستعصيـة بالتفكيـر فيها اثناء المشي.
والانسان بفضـوله الفطري أراد أن يكشف عن الحقيقـة ليعرف السبب في ذلك. فأجريت أبحاث مطولـة حـول " المشي ". أكد العلماء – بعد دراسـة نتائجها - أن الإغريق كانوا على حق بل وشجعوا الناس عامـة والمفكرين منهم خاصـة على كثـرة المشي.
يتناول علماء الأجناس دراسـة التاريخ الجغرافي للسلالات البشريـة بما فيها التشريح العضلي لأجسام البشر. وبنظرة عابـرة في الخرائط الجسديـة لتلك الأجناس المتتابعـة يبدو واضحا أن الإنسان العصري الذي ينعم بآلاته ووسائل تنقلاته الحديثـة يتمتع بجسد هزيـل وعضلات غضـة متهاويـة، وقلب ملئ بألوان مختلفـة من تشكيلـة هائلـة لأمراض عديدة. وبدراسـة السبب في ذلك تبيّن أن الناس قديماً كانوا يستخدمون أرجلهم في التنقل من مكان لأخر وبذلك كانت أجسامهم قويـة ممتلئـة بعضلات فولاذيـة بعكس الإنسان العصري الذي لا يتعب نفسـه حتى بعصود درجات قليلـة، بل يستخدم المصعد او يستخدم السيارة لقطع مسافات بسيطـة.
يقول الدكتور " هوايت " العالم الشهيـر في أمراض القلب إن أحسن دواء ضد امراض العصر هـو " المشي " ان المشي بخطوات سريعـة بضعـة كيلو مترات يومياً اكثـر فائدة " للجهاز العقلي والهضمي والتنفسي " من أي طبيب مختص ذلك لأن المشي يحرك الدم وهذا معناه دخـول الأوكسجين بكميـة أكثـر إلى الجسم، وهذا بدوره يجدد وينشط خلايا الجسم.
ويبلغ طول الأوعيـة الدمويـة المنتشـرة في أغوار البدن أكثـر من " 100 ألف كيلو متر " و 90 % من هذه الشعيرات الدمويـة لا تتفتح إلا بالمجهود العضلي.والمشي هـو أفضل طريقـة لانقاظ الأوعيـة الدمويـة من سباتها وارتخائها.
والمشي بالـذات يقوي عضلات الساق والرجلين وهي المسؤولـة عن عودة الدم إلى القلب بل وتحريك الدم الذي يتدفق في خلايا المخ. والمشي أحسن رياضـة للمراحل المتعددة من حياة الإنسان منذ بدايـة مرحلـة الطفولـة حتى سن الكهولـة.
وإن أحسن وسيلـة للتخلص مـن السخط والغضب وتعب والفكر " وهـو المشي " والمشي يهدئ الأعصاب ويقوي القلب ويجعل الذهن أكثـر صفاء برياضـة المشـي.