قراءة كتاب بدرية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بدرية

بدرية

كتاب " بدرية " ، تأليف وليد الرجيب ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2

وكتب عنها العديد من النقاد العرب، في مصر وسوريا والجزائر، والسعودية والبحرين، وقطر، أتذكر منهم الدكتور على الراعي من مصر، في كتاب الرواية العربية، واعتبرها نموذجاً للرواية الكويتية، كما كتب محمد جمال باروت وعبد الرزاق عيد من سوريا، ولا أتذكر الآن الكتابات الكثيرة عن بدرية، كما بلغني من شخص فلسطيني مقيم في الكويت، أن إحدى فصائل المقاومة الفلسطينية، استخدمت الرواية للتثقيف السياسي والتاريخي لأعضائها.

وعرفت ككاتب عربي من خلال بدرية، ورغم أنها ممنوعة من التداول داخل الكويت، إلا أن أصدءها كانت واسعة، وفي الكويت تضاعف عدد النسخ الأصلية والمنسوخة، لتفوق عدد النسخ التي طبعتها دار الفارابي، وأحياناً كانت تصادر عند اكتشافها في المنافذ الجوية والبرية، وفي إحدى المرات، واثناء عودتي من خارج الكويت، قال لي رقيب وزارة الإعلام في مطار الكويت: «لقد قرأت رائعتك بدرية، وكنت أتمنى لو كنت في مناوبتي، يوم منعها، لكنت سمحت بدخولها»، فابتسمت لأن الرقابة أسدت لي خدمة كبيرة، ودعاية مجانية بمنع دخولها، وتيقنت أن الشعوب تكره القيد والمنع والحظر، خاصة إذا تعلق الأمر بحريات الرأي والتعبير، وأنه لا توجد قوة في العالم تستطيع تكميم فم الإنسان، ومنعه من الوصول إلى أي معلومة، وتزداد الصعوبة الآن، مع تقدم وسائل الإتصال، وتوافر المعلومات عبر الانترنت، فلم يبق أي مبرر لإدارات الرقابة في الحكومات العربية، فهناك أجهزة صغيرة، يمكن تلقيمها بمئات الكتب الالكترونية، أي يستطيع الإنسان أن يدخل إلى أي مطار، وهو يحمل في جيبه مكتبة لا كتاباً، كما أن الهواتف النقالة يمكن تحميلها بالكتب.

ربما تكون بدرية هي العمل الإبداعي الكويتي الأول، الذي يمنع في الكويت، حسب ظني، ودائماً الأول في كل شيء يحمل نكهة خاصة، وطبيعة البشر الفضولية، تجعلهم يبحثون عن المستور والمتواري والممنوع.

وتمر خمس سنوات على منع بدرية في الكويت، وأفاجأ باتصال من وزارة الإعلام، يطلب مني الحضور لاستلام كتاب إجازة رواية بدرية، وقيل لي لاحقاً إن إحدى الشخصيات الكويتية المهمة، قالت لمسؤول في وزارة الإعلام: «أليس عيباً أن رواية رفعت رأس بلدها في الخارج، وتمنع في بلدها»، وبعد أن نشر الخبر في الصحف، تلقيت العديد من المكالمات المهنئة، وحضر إلى بيتي العديد من الأشخاص، يحملون معهم نسخاً لبدرية، ويطلبون مني توقيعها، فقد كانوا يخفونها، كما يخفون منشوراً سياسياً.

لما أطلق سراح بدرية، كانت الطبعة قد نفدت منذ فترة، فأعاد الصديق محمد الجندي طباعتها في القاهرة، ونفدت بعد فترة قصيرة، وظل الطلب عليها لأكثر من ستة عشر عاماً، ولكنها كانت موجودة كسمعة فقط، حتى أن بعض الأجيال الجديدة من المثقفين، يقولون لي، إنهم سمعوا من آبائهم عن بدرية، فأدركت كم كبرت، وكم كبرت بدرية، وقبل سنوات قابلت أحد الشباب البحرينيين، وقال لي: «لي الشرف أنني كلفت بتوزيع بدرية، عندما كان عمري عشر سنين»، وما زلت في البحرين بالذات، التي لي فيها صداقات تاريخية حميمة، ما زلت أواجه في بعض الأماكن العامة، بعض من يسلم علي، ويخبرني بأنه قرأ بدرية قبل عشرين عاماً.

وكتب الصديق السوري محمد جمال باروت، في مجلة البيان التي تصدرها رابطة الأدباء في الكويت، دراسة عنوانها «إلى بدرية بعد إطلاق سراحها»، الطبعة الثانية لبدرية نفدت خلال أشهر قليلة، لكن رقابة الإعلام ظلت تصادرها في معرض الكويت للكتاب العربي، كلما أحضرتها دار الفارابي للمشاركة بها، رغم أن الوزارة سمحت بتداولها.

الصفحات