قراءة كتاب بدرية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بدرية

بدرية

كتاب " بدرية " ، تأليف وليد الرجيب ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

وفي تسعينيات القرن الماضي، طلب مني المخرج فؤاد الشطي كتابة سيناريو لبدرية، لأنه كان ينوي إخراجها كمسلسل تلفزيوني، وبالفعل أنجزت معظم الحلقات، ولكن العمل التلفزيوني لم ير النور قط.

وعندما صدرت الطبعة الثانية، رفعت إحدى العائلات الكويتية الكريمة، قضية علي لظنها أن بدرية تسجيل تاريخي، وليس عملاً إبداعياً يستند إلى فترة تاريخية، ووقائع عامة، بينما الشخوص هم وحي الخيال، لكن محامي هذه الأسرة هو صديق لي، فاتفق معي بأن أشير في الطبعة الثالثة وما يليها من طبعات، أن الرواية وشخوصها خيالية، أو أغير أسماء بعض المعالم، وبالتأكيد ليس لدي مانع، ولكن ما إن يطبع العمل، حتى يخلد بكل تفصيلاته، وأنا آسف لأن بعض القراء لا يفرقون بين القصة، وبين التسجيل التاريخي، ولذا فكثير من الناس يظنون أنني البطل في جميع رواياتي وقصصي، بمن فيهم أساتذة في الجامعة، ولدي الكثير من الحكايات المضحكة في هذا الصدد، والأمر الآخر الذي يقع فيه بعض القراء، هو التعميم، فمثلاً إن كتبت عن شخصية نسائية وقعت في الخطيئة، يقولون لي: «كيف تكتب أن الكويتيات فاسدات أخلاقياً»؟ فعلى هذا المقياس لا أستطيع أن أكتب عن شاب كويتي مدمن على المخدرات مثلاً، ورغم أن القصة الكويتية عريقة، وموغلة في القدم، أي منذ عشرينيات القرن الماضي، كما أن القراءة كانت عادة اجتماعية كويتية راسخة، إلا أن التراجع الذي منيت به الكويت على كل الأصعدة، خلق أجيالاً ذات أمية ثقافية وأدبية، لكن كل ذلك يعود مثل النسائم المنعشة، بعد أن نظن أنها لن تعود.

والآن عندما أقرأ بدرية، أتساءل: ما السحر الذي يكمن فيها، ويجعلها بهذا التأثير الشعوري العارم؟ وقد يكون الأمر مفهوماً بشكل أو بآخر لدى القارئ الكويتي، لكن ماذا عن النقاد العرب الكبار؟ عندما أقلب صفحاتها الآن، أجدني كنت قليل الخبرة، لكني كنت مفعماً بالأمل، وأجد في أصابع ذاك الشاب، التي كتبت بدرية، الكثير من الحب للوطن، والكثير من الإيمان بناس الوطن.

لماذا رغم بساطتها ما زالت تؤثر فيَّ حتى هذه اللحظة؟ لا أدري، لكن الأكيد أن بدرية هي جزء لا يتجزأ مني ومن حياتي، وأصبح الاسم جزءاً ملتصقاً بي كجلدي.

بدرية رواية صغيرة، لكنها مليئة بالفتنة والطاقة، وها هي تعود إلى الدار التي احتضنت ولادتها أول مرة، إلى دار الفارابي.

ملحوظة:

حاولت ألا أغير شيئاً في الرواية، أو في لغتها، لأنها كانت تعبر عن حقبة تاريخية معينة، رغم كل الإلحاح الذهني على إعادة الكتابة.

وليد الرجيب

29 يوليو 2010م

الصفحات