كتاب " حياة جديدة " ، تأليف لطيفة الحاج قديح ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
قدتُطفُأالأضواء في الدروب كلها ،
ويبقى البصيص الأخير..
أنت هنا
قراءة كتاب حياة جديدة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

حياة جديدة
دبليو دبليو دبليو دوت كوم
قدتُطفُأالأضواء في الدروب كلها ،
ويبقى البصيص الأخير..
تعرّفت "شهد" إلى "عدنان" ، عن طريق المصادفة في بيت صديقتها شادية التي قدّمتها إليه، وابتسامة عريضة تعلو شفتيها، قائلة:
ـ إنها صديقة الطفولة، ولا تزال والحمد لله وَفِيّة لتلك الصداقة، ولم تخاصمني كما فعلت الأخريات، لأني تزوّجتُ قبلها..!
ُأحرجَتْ شهد من كلمات صديقتها، فاحمرَّ وجهها خجلاً، ولكنها تماسكتْ وهي تجيب بقليل من الانفعال:
ـ لا تنسي أني أصغر منك، ولم أُتمَّ العشرين بعد، وأشعر أني لا أزال صغيرة على الزواج، فلِمَ العجلة؟
لم تعلّقْ شادية على كلمات صديقتها، بل سكتتْ، وهي تبتسم ابتسامة لطيفة، فيها شيء من عدم الاقتناع، فهي تعرفُ رأي صديقتها جيداً، وتعلم أنَّه عندما يأتي الحبُّ، فلن تتردَّد شهد أو غيرها في الزواج بمن تحب، ثم التفَتَتْ، إلى شقيقها الذي بدا وكأنه يهمُّ بالانصراف، قائلة:
ـ ما رأيك يا أخي لو تبقى لتناول الشاي معنا؟
ولم يرفضْ عدنان، ولِمَ يرفض وقد أعجبته شهد، واستوقفه جمالها الآخاذ، ولباقة حديثِها، فَجَلَسَ، وطالتْ جلسته، إلى ما بعد خروجها، فعلَّقتْ شادية قائلة:
ـ أراكَ قد أُعجبتَ بها، حتى قبل أنْ تتعرف إليها جيداً، فما الأمر؟
ألم تسمعي قول الشاعر:
ـ لا تسأل المرءَ عن خلائقِة
في وجهِه شاهدٌ من الخَبَرِ
ضحكتْ شادية سروراً، واستبشرتْ خيراً. ومنذ ذلك اليوم أصبحتْ شهد شغل عدنان الشاغل، يسأل شقيقَتَه عنها، ويشجّعها على دعوتها للزيارة خلال تواجده في منزلها.
ولم تكن شهد لترفض تلك الدعوات، فقد بادلته إعجاباً بإعجاب؛ وما لبثت العلاقة أن توطدتْ بينهما ليصبحا صديقين، حميمين، يلتقيان، على انفراد في الأماكن العامة والمتنزّهات. وما لبثتْ تلك العلاقة أنْ انقلبتْ الى شيءٍ كالمدِّ لا يستطيعان إيقافه، عَرَفَا فيه حُبَّاً عاصفاً مجنوناً؛ فأصبحتْ شهد مركز الكون بالنسبة إلى عدنان الذي أصبح كل شيء في حياتها. وقد عبّرت لوالدتها عن حبّها قائلة: "إني لا أبحث عن جمال الرجل الذي أحبّ، ولا عن عمره، ولا عن حسبه أو نسبه أو ثروته، بل أبحث عن طباعه وتطلّعاته ومنطق حياته" . وقد وجدت في عدنان ضالتي، فهو أعظم بكثير مما توقّعت؛ فقد أسرني بسلوكه الإنساني، ومقدرته العلميّة، ورقيّه الخلقي، وسمو سجاياه؛ فبتّ لا أستطيع مقاومته، أو مغالبته؛ وقد اجتاحني كالنعاس، بلا صخب ولا ضجيج، ومن غير أن أشعر. سكتت قليلاً، ثم أردفت قائلة بشيء من المزاح: ومن يدري؟ لو أنّه تخصص بالتنويم المغناطيسي، لكان أبرع من قام بذلك !