أنت هنا

قراءة كتاب حسين مروة - ولدت شيخا وأموت طفلا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حسين مروة - ولدت شيخا وأموت طفلا

حسين مروة - ولدت شيخا وأموت طفلا

كتاب " حسين مروة - ولدت شيخا وأموت طفلا " ، تأليف عباس بيضون ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4

الحديث

متى ولدت؟

ـ ولدت بحسب الهُوية عام 1910، لكن والدي سجل بخطه أنني ولدت عام 1326 هجرية ويوازيها عام 1908 ميلادية. أنا اليوم في السابعة والسبعين. ولدت في قرية «حداثا» من قضاء بنت جبيل في جبل عامل.

هل تحدِّثنا عن أبيك؟

ـ كان والدي، الشيخ علي مروّة رجل دين. وكان رجال الدين وعامة الناس يقدرونه ويكرّمونه لما عرف به من نزاهة وترفُّع وعزة نفس، ولاجتنابه محاباة الزعماء والإقطاعيين، ولورعه الديني، وهو تلقّى علومه في النجف، شأن كل رجال الدين العامليين ذلك الوقت.

هل كانت له صلة بالأدب والكتابة؟

ـ ترك ديوان شعر مخطوطاً أضعته عن غير قصد. وكم أسفت لذلك، أعرته لصديق كان مهتماً بالكتابة عن شعراء جبل عامل. فأهمل الكتابة ولم يحسن حفظ المخطوط فضاع. لكن والدي كان معروفاً بين شعراء جبل عامل، وشعره موضع استحسانهم وله صداه في المجالس الشعرية والثقافية في جبل عامل.

كيف كانت تربية والدك لك؟

ـ لأنني كنت موضع آمال والدي ولأنه يُعدُّني لأكون خليفته في عمله الديني، فقد أخضعني لتربية صارمة النظام والطريقة، الأمر الذي طبع حياتي كلها. ومن جملة ما أصابني من هذه التربية حرماني الكلّي من طفولتي. فقد انتزعت منها وأنا في الثامنة، وفرض عليَّ من يومها زيّ رجال الدين (العمامة والجبة) الأمر الذي جعلني مضحكاً في عيون أقراني. لذا اجتنبتهم وقصرت صحبتي على والدي وعشرائه وزواره. كنت ضيِّقاً بمظهري وزيّي متنبهاً لما فيه من مفارقة. لذا كنت أخفي نفسي عن رفاقي وأهل جيلي وأخجل من لقائهم، مما أورثني خجلاً من الظهور في الاجتماعات العامة لا يزال متأصلاً فيّ. فأنا حتى اليوم أتهيب المجالس والاجتماعات العامة وأنفر منها.

أورثتني تربية الوالد حياء مقيماً لكنها تركت فيّ خصالاً حميدة منها عزة النفس والترفُّع عن الدنايا والتورُّع الخلقي عن كل ما يدنس النفس ويُعيب سيرة المرء وسلوكه وتهذيب النفس واللسان، فأنا حتى اليوم لم تجر شتيمة على لساني وقد انتقل هذا مني إلى أولادي. أذكر في هذا الباب أننا أقمنا في حيّ سنّي في العراق فكان أهله يستغربون من أن أياً من أولادي لا تجري على لسانه شتائم لبعض الصحابة مما كان دارجاً على ألسنة أترابهم الشيعة في ذلك الحين. وقد ساقهم هذا إلى الظن بأننا من أهل السنّة.

كيف كنت تمضي أوقات طفولتك؟

الصفحات