كتاب " التلمود - شريعة بني إسرائيل " ، تأليف محمد صبري ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب التلمود - شريعة بني إسرائيل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
التلمود - شريعة بني إسرائيل
التلمود واليهود والمسيحية
1 - تعريف التلمود ونسخه
ظهرت حركة الفريسيين لأول مرة قبل ميلاد المسيح بمئتى سنة .. ونشطت بعد ظهور المسيح عليه السلام حتى مئتى سنة .. وهم يتبعون الحاخام «عزرا» ويعتبرونه أكبر معلم يهودى بعد موسى عليه السلام .. وكان الفريسيون متسلطين على الشعب ، يحرضونه على اتباع ظواهر شريعة موسى عليه السلام ، ويحفظون لأنفسهم كل ما يتصل بها .
وبعد ظهور السيد المسيح بمئة وخمسين سنة قام أحد الحاخامات .. أو المعلمين حسب معناها بالآرامية .. وهو الحاخام «يهوذا هاناسى» الذى كان يطلق عليه الحاخام المقدس ، قام هذا الحاخام بجمع تعاليم ومبادئ الفريسيين فى كتاب سماه «المشنة» ، ومعناها بالعبرية «المعرفة» .. ويتكون «المشنة» من ست رسائل تسمى «سيداريم» أى أحكام .. أما الغرض من «المشنة» فهو إيضاح وتفسير ما التبس فى شريعة موسى عليه السلام ، وتكملة تلك الشريعة على حسب ما يدعون .
وجاء بعد «يهوذا هاناسى» العديد من الحاخامات الذين قاموا بتهذيب «المشنة» والإضافة إليها أو التحسين فيها والشرح .. وعرفت هذه الشروح والإضافات باسم «جمارا» .. و«الجمارا» اثنان .. «جمارا أورشليم» و«جمارا بابل» ... و«جمارا أورشليم» هو سجل للمناقشات التى أجراها حاخامات «أورشليم» لشرح أصول «المشنة» ويرجع تاريخ جمعه إلى عام 400م .
و«جمارا بابل» هو سجل مماثل للمناقشات حول تعاليم «المشنة» دونها علماء بابل اليهود وانتهوا من جمعه سنة 500م .
و«المشنة» مع شرح «جمارا» بابل يسميان تلمود بابل ، و«المشنة» مع شرح «جمارا» أورشليم يسميان تلمود أورشليم وكلاهما يطبع على حدة .
وتلمود أورشليم طبع لأول مرة فى البندقية فى سنتى 1522م - 1523م ... وهو مكتوب باللغة العبرية ويحتوى على القصص والحكايات الإسرائيلية .. هذه القصص والحكايات هى أساس الإسرائيليات ..
وتلمود بابل أساسه «مشنة» هاناسى مع الشروح التى كتبها الحاخام «أبا أريكا» المولود فى بابل سنة 175م .. وأول من قام بتدوين تلمود بابل هو «آشى» بهدف وضع لائحة قانونية معتمدة لليهود .
وتلمود بابل هو المتداول بين اليهود .. وقد طبعت بعض فصول تلمود بابل سنة 1484م .. إلا أن الطبعة الكاملة نشرت فى البندقية سنة 1520م .. ويوجد فى نسخ كثيرة من التلمود المطبوع فى المئة سنة الأخيرة بياض أو رسم أو دائرة بدلاً عن ألفاظ السب فى حق المسيح عليه السلام والعذراء والرسل .
ويقول محرر دائرة المعارف اليهودية :
«إن أحد أهم الأسباب لعدم بقاء مخطوط كامل لتلمود بابل ، هو التعصب الدينى المغالى للمسيحية فى العصور الوسطى الذى دفع الكثيرين إلى إشعال النيران - أحيانًا - فى العربات المحملة بالتلمود المطبوع أو المخطوط» .
ومما هو جدير بالملاحظة أن تلمود «أورشليم» يختلف كثيرًا عن تلمود «بابل» فمادة تلمود «أورشليم» ثلث مادة تلمود «بابل» .. ولغة تلمود «أورشليم» لغة عبرية تتخللها عبارات بالآرامية الغربية ، أما تلمود «بابل» فأغلبه بالآرامية الشرقية نسجت فيها عبارات بالعبرية ويتضمن كلمات عربية وسريانية ويونانية ولاتينية وكلدانية .