كتاب " التلمود - شريعة بني إسرائيل " ، تأليف محمد صبري ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب التلمود - شريعة بني إسرائيل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
التلمود - شريعة بني إسرائيل
2 - التلمـود واليهود
يتشبث اليهود فى جميع أنحاء العالم بتعاليم التلمود ، ويعتبرونه كتابًا مقدسًا يعينهم على مواصلة الحياة بالانغلاق والسيطرة على المجتمع تمهيدًا لإقامة إمبراطورية عالمية .. وسلطة التلمود تعتبر إلهية .. ويمكن استنتاج أهمية التلمود لدى اليهود من عقيدة لهم تقول :
«يجب على كل يهودى أن يقسم دراسته إلى ثلاث حصص ، يكرس الثلث الأول لدراسة القانون المكتوب «التوراة» ، والثلث الثانى لدراسة «المشنة» ، والثلث الأخير لدراسة «الجمارا» .
بل إن التلمود نفسه يذكر «إن من درس التوراة فعل فضيلة لا يستحق المكافأة عليها ومن درس «المشنة» فعل فضيلة استحق أن يكافأ عليها ومن درس «الجمارا» فعل أعظم فضيلة» .
وتعترف دائرة المعارف اليهودية بأن التلمود «له أسلوب أدبى ممتاز ، وأنه دائرة معارف تشمل كل نواحى الحياة الإنسانية» .
واليهود الأرثوذكس يعترفون بالتلمود كما هو ، ويتقيدون بنصوصه باعتبارها منزلة .. هذه الأرثوذكسية اليهودية هى الحاكمة اليوم فى إسرائيل .. ولعلنا لا ننسى القضية التى أثيرت منذ فترة وجيزة فى إسرائيل ، عندما رفض الحاخام الأكبر وهو أرثوذكسى اعتبار سيدة أمريكية اعتنقت الدين اليهودى يهودية .. وأعلن بكل وقاحة أن أى شخص لا يمكن أن يكون يهوديًا إن لم يكن ابنًا لأب وأم يهوديين .. وهو نفس ما ينص عليه التلمود .
ولعل ما يفسر تمسك اليهود بالتلمود ما قاله «إسرائيل إبراهامز» :
«بقى اليهودى بسبب التلمود ، بينما بقى التلمود فى اليهودى» .
ومن أسباب افتضاح أمر التلمود وكشف تعاليمه للعالم ارتداد أحد اليهود عن دينه ، وقبوله للمسيحية واعترافه بتعاليم اليهود .. ومن أشهر هؤلاء «المرتدين» ، «بابلو كريستيانى» الذى عاش فى فرنسا وأسبانيا فى القرن الثالث عشر والذى عقدت له مناظرة ضخمة فى برشلونة عام 1263م مع الحاخام «موسى بن خمان» .. وكشفت هذه المناظرة حقائق التلمود .. وأقنعت البابا «كليمنت» بما فى التلمود فأصدر مرسومًا بتحريم قراءة التلمود أو حيازته ومصادرة ما وجدوه من نسخه .. كما فرض رقابة على طبع نسخ جديدة منه ، وأعاد تنفيذ القانون الذى أصدره لويس الحادى عشر عام 1369م ، والذى ألزم اليهود بوضع علامة مميزة على أكتافهم .
ولعل أصدق ما قيل عن التلمود هو ما قاله المفكر اليهودى (جوستاف) فى كتابه «موسى والتلمود» :
«إن التلمود انحرف بالتوراة انحرافًا شديدًا وجاء لتلويث دعوة التحرير وصُنع دين جديد» .
والآن لننتقل إلى التلمود .. التلمود الذى قالت عنه دائرة المعارف اليهودية «إن التلمود رغم كل ما طرأ عليه من تغيرات ، يحتل مكانته المرموقة فى دراسة إعداد الحاخامات .. وإن العلم اليهودى أنصف التلمود كل إنصاف» .