أنت هنا

قراءة كتاب القاتل الخفي ونقابة المجرمين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
القاتل الخفي ونقابة المجرمين

القاتل الخفي ونقابة المجرمين

كتاب " القاتل الخفي ونقابة المجرمين" ، تأليف أجاثا كريستي ترجمه إلى العربية كمال أمين ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
4.5
Average: 4.5 (2 votes)
المؤلف:
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 1

القاتل الخفي

قنبلة فى المنـزل

طرقتْ باب ( لوبين ) فى منـزله الكائن فى شارع (الستراند) فى لندن ، وفى صباح ذات يوم من أيام الخريف ، امرأة بدينة تدل هيئتها على الفقر والمسكنة ..
واستقبلها لوبين بعطف وحفاوة كما يستقبل أمثالها من الفقراء المعدمين ، وراح يستمع إلى قصتها ، والسبب الذى دعاها إلى زيارته ...
وكانت المرأة بادية القلق ظاهرة الاضطراب ، وقالت لما أخذت مجلسها على المقعد الذى قدمه لها اللص الظريف فى حجرة الاستقبال :
- إنى أدعى مدام شوان .. يا مستر لوبين ..
- أهلاً وسهلاً يا مدام شوان ..
- وقد قصصت قصتى على أحد رجال البوليس ممن يسكنون فى منـزل مجاور لمنـزلى ، فنصحنى بزيارتك ، وأخبرنى أنك لا ترد مظلومًا إذا قصدك وطرق بابك ..
وأحنى لوبين رأسه ، وقال :
- تفضلى يا سيدتى فقصى علىّ قصتك ..
- لقد حضرت إليك يا سيدى بشأن زوجى ..
ولم يقل لوبين شيئًا وتركها تمضى فى قصتها ، واكتفى بأن هزّ رأسه يشجعها على المضى فى حديثها ..
ومضت المرأة تقول لما شاهدت سكوته وتشجيعه :
- لقد رأيته فى الليلة الماضية كما أراك ..
فقال لوبين :وماذا فى ذلك ؟
فمضت المرأة باهتمام تقول :
- لقد هجرنى منذ أكثر من عام دون أن يودعنى بكلمة واحدة على الرغم من كل ما فعلت لأجله .. وحتى على الرغم من عودته إلى البيت قبيل الفجر .. وعلى الرغم من انقطاعه عن العمل ، واضطرارى لإرهاق نفسى بالشغل لإطعام أولادنا..
إن لى يا مستر لوبين ستة أولاد يرتدون ثيابًا رثة بالية ، وأنا التى أطعمهم وأكسوهم .. ويساعدنا فى ذلك أخى ألبير ، رغم أن أخى هذا ضعيف الموارد ، وله زوجة طريحة الفراش .. وألبير شاب مسكين وعنده أولاد مثلى ..
قال لوبين : وماذا تريدين منى أن أفعل ؟
فعادت إلى قصتها الماضية تقول :
- لقد رأيته فى الليلة الماضية ، رأيته بعد أن هجرنى عامًا كاملاً دون أن يودعنى بكلمة واحدة .. حتى لقد خطر لى بعد أن طال غيابه ، بأنه قد مات وذهب لمآبه .. ولكنى رأيته بالأمس على قيد الحياة ..
ولما شاهدها لوبين تحاول أن تعيد ما سبق أن ذكرته له قاطعها قائلاً :
- ألم تركضى خلفه ؟
- بلى .. جريت خلفه ، فدخل البيت المجاور للمنـزل الذى أتردد عليه .. وأوصد الباب فى وجهى ، فلما قرعت الجرس لم يجبنى أحد .. ولكنى لبثت هناك وقتًا طويلاً أدق الجرس فى غير فائدة .. لقد جعلنى النذل أجرى وهو يعلم أننى مصابة بالروماتيزم وأن الروماتيزم داء وبيل يشتد ..
فقال لوبين مكملاً فى لهجة ميكانيكية :
- .... ألمه إلى درجة تجعلك تبكين .
- تمامًا .. ولقد حذرنى الطبيب من الجرى .. ولما يئست من أن يلبى رنين الجرس قلت لنفسى : « حسنًا .. سأكون أمكر منك يا شوان » ... وفى صباح اليوم التالى عدت إلى المنـزل مبكرة ودققت الجرس ففتح زوجى الباب .. دون أن يخطر له أنى أنا الطارقة .. فما كاد يرانى حتى اشتد غضبه وأخذ ينهال علىَّ باللوم والتعنيف .. كأنى لم أكن أكمل الزوجات وخيرهن .. وكأنى أستحق منه هذا الهجر وأنا التى ...
- .... لم أغضبه يومًا بكلمة قاسية .
- نعم.. لم أغضبه يومًا بكلمة قاسية .. ولقد صاح بى يقول:

الصفحات