كتاب " دليل الحركات الإسلامية المصرية " ، تأليف عبد المنعم منيب ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب دليل الحركات الإسلامية المصرية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

دليل الحركات الإسلامية المصرية
أقسام الحركة الإسلامية المصرية المعاصرة
يكاد يتفق كل من كتب عن الحركة الإسلامية المعاصرة على أن الحركة الإسلامية هى نهر عام ينبثق منه روافد عديدة، أو هي حركة عامة تتكون من فصائل أو تيارات متعددة ومختلفة.
لكن اختلف الباحثون حول الأقسام التي تندرج تحتها الجماعات والتيارات والفصائل التي تتكون منها الحركة الإسلامية المعاصرة.
فأشهر تقسيم هو تقسيم سياسي يعتبر أن الحركة الإسلامية تنقسم إلى تيارين رئيسيين هما:
1- التيار الإصلاحي: ويمثله في مصر "الإخوان المسلمون" ومن على شاكلتهم من الجماعات الأخرى التى لا تسعى إلى تغيير فوري وسريع عبر القوة المسلحة، بل تسعى إلى التغيير سلمياً عبر الانتخابات النيابية و العمل الاجتماعي العام.
2- التيار الثوري: وأبرز من يمثله في مصر "تنظيم الجهاد" ومن على شاكلته من المنظمات التي تسعى إلى إجراء تغيير سريع وشامل بالقوة المسلحة.
ولكن هذا التقسيم غير دقيق ويتسم بكثير من السطحية والتبسيط، لأننا نجد في مصر (والعالم) جماعات إسلامية تتبنى الوسائل المسلحة دون أن يكون استخدامها لهذه الوسائل أسلوباً للتغيير الشامل مثل "جماعة الناجون من النار" و"جماعة الشوقيون" و"جماعة التوحيد والجهاد" في مصر و"منظمة القاعدة" في مصر والعالم، فهل نسمي هؤلاء إصلاحيون وهم يستخدمون السلاح أم نسميهم ثوريون وهم لم يسعوا إلى تغيير نظام الحكم القائم إنما سعوا فقط إلى القيام بعمليات مسلحة محددة و محدودة الأهداف؟؟
وبالتالي فإننا نرى أن تقسيم الحركة الإسلامية إلى إصلاحيين وثوريين تقسيم غير دقيق وغير موضوعي.
وهناك تقسيم آخر مشتق من نفس التقسيم و هو تقسيمها إلى:
1 - إصلاحيين: كالسابق.
2 - راديكاليين: و يقصد بهم الثوريين في التقسيم السابق.
وهذا التقسيم يرد عليه نفس النقد السابق من أنه سطحي وغير موضوعي، إذ كيف نعتبر جماعة لا تسعى إلى تغيير نظام الحكم لا سلمياً ولا عسكرياً جماعة راديكالية؟!
كما أن تفحص تفصيلات الفكر الديني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي لبعض الجماعات التي يجري تصنيفها على أنها راديكالية يكشف عن ميول تقليدية متجذرة، فكيف ننعت من كان هكذا بالراديكالية أو الثورية؟!
ولقد حاول بعض أبناء الحركة الإسلامية نفسها تقديم تقسيم أكثر دقة للحركة الإسلامية، ومن أبرز وأهم من فعل ذلك دكتور أسامة عبد الله حميد أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة بنها وأحد أبرز المفكرين السياسيين في تنظيم الجهاد المصري، وورد هذا التقسيم في ورقة قدمها لمؤتمر عن "الفكر السياسي الإسلامي" كان قد نظمه المعهد العالمي للفكر الإسلامي بلندن في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، وقد قسم أسامة عبد الله حميد الحركة الإسلامية في دراسته إلى أربعة تيارات:
1- تيار الإسلام الإصلاحي: ويمثله "الإخوان المسلمون" ومن على شاكلتهم ممن يسعون إلى تغيير متدرج سلمياً وربما جزئياً.
2- تيار الإسلام الثوري: ويمثله "تنظيم الجهاد" في مصر ومن على شاكلته ممن يسعون إلى القيام بتغيير شامل وفوري بالأساليب المسلحة.
3- تيار الإسلام السياسي: ويمثله في تاريخ مصر الحديث "جماعة مصر الفتاة" بقيادة أحمد حسين، ويقصد به كل من يتبنى الإسلام كمنهج ومرجعية سياسية في مواجهة الحاكم دون أن تتجذر لديه المفاهيم الإسلامية الأصيلة سواء كإسلام إصلاحي أو كإسلام ثوري، فالإسلام بالنسبة مجرد شعار ولوثة حماسية يواجه بها ظلم الحاكم، واعتبر أسامة عبد الله حميد أن جمال عبد الناصر كان ينتمي إلى هذا الاتجاه الفكري قبل أن يصل إلى الحكم.
4- تيار الإسلام المزيف (حسب توصيف وتعبير د.أسامة حميد): وهو التيار الذي يمثله جمال عبد الناصر بعد وصوله إلى الحكم وهو التيار الذي لا يتخذ من الإسلام سوى مظهر وشعار لتحقيق مصالح ومئارب أخرى لا علاقة لها بالإسلام، ويعتبر أسامة حميد أن كل شخص أوجماعة تنتمي إلى تيار "الإسلام السياسي" يتحول إلى الانتماء لتيار "الإسلام المزيف" عند وصوله إلى الحكم.
ورغم ما في تصنيف أسامة حميد من دقة نسبية تمثلت في تحديد سمات و هوية حركات لم تدخل في التصنيفات الأخرى مثل "مصر الفتاة" (ويشبهها الآن حزب العمل المجمد) و"الناصرية" إلا أنه وقع فيما وقع فيه التقسيم السابق من حصر الجماعات ما بين ثوريين و إصلاحيين فقط، وهو تقسيم كما سبق وأشرنا لا يراعي سوى السلاح فقط للتفريق بين سمات وأوصاف الجماعات بغض النظر عن الأفكار والأهداف والطبيعة الاجتماعية و السياسية لكل جماعة.
وقد سبق وأن قمنا بتصنيف الجماعات الإسلامية على أسس عقائدية في دراسة غير منشورة بعنوان "التيارات الفكرية في الحركة الإسلامية المعاصرة"، وقد قسمنا الجماعات الإسلامية هناك على أساسين:
الأول- عقيدة كل منها أو موقفها الغالب في مجال أصول الدين، و بناء على ذلك قسمناها إلى:
1- جماعات أهل السنة: وهي كل الجماعات التي تتبنى في مجال العقيدة أغلب مواقف ومذهب أهل السنة والجماعة، وتشمل بذلك (فيما يتعلق بمصر) "الإخوان المسلمون" و"القطبيون" بعد عام 1981م و"السلفيون" و"أنصار السنة" و"الجمعية الشرعية" و"تنظيم الجهاد" ونحوهم.
2- جماعات الفرق: وهي كل الجماعات التي تتبنى آراء وعقائد تخالف مذهب أهل السنة في أغلب القضايا العقيدية، وتشمل بذلك (فيما يتعلق بمصر) "جماعة المسلمون" المعروفة إعلامياً باسم "التكفير والهجرة"، و"الشوقيون" وجماعات "التوقف والتبين" كـ"الناجون من النار" و"القطبيون" قبل عام 1981م ونحوهما.