أنت هنا

قراءة كتاب لم تعد تبالي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
لم تعد تبالي

لم تعد تبالي

كتاب " لم تعد تبالي " ، تأليف ياسمين عبدالله ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4

لعبة ممزَّقة القدمين

تحملُ لعْبَتَها الممَزقَةَ القدمين وَتُغنِّي لَها:

"قَمرَه يا قَمَرَه، لا تطلعي عالشجره، والشجره عالْيهِ وإنتِ بَعدِك زغيَّرَه يا يا قَمَرَه"...

لم يُعرْها أَحدٌ أيَّ اهتمام...

انتعلت حذاءَها الجديد، وخَرجَت من المنزل...

كلُّ الطرقِ متشابهةٌ...

سارت...

تذَكَّرت أنها ذَهبتْ يومًا مع أُمِّها إِلى خياطٍ يقبعُ محلُّهُ بالقربِ من منزلهم، وكم من مرةٍ ارتفعَ صوتُ أمِّها غاضباً حين لا يتقنُ الخِياطَةَ، أو لا يضبط قياسَ الثوبِ؛ يجعله واسعاً جداً، أو ضيقاً... قصيراً، أو طويلاً:

- "أنا جايبتلك قياس تفصّل عليه ليش هالّلخبطة؟!".

يعتذرُ ويطلبُ منها أن تأتي في الغدِ لتأخذَ الثوبَ كما تشتهي أن يكون...

هل ضلّت الطريق؟... تتساءلُ وهي تبحثُ عن دليلٍ للعودة.

وقفت وسط الشارع... شعرت بحاجةٍ إلى البكاء...

- "إنتِ دايم تبكين... ما تعرفين تتصرفين أبداً؟!". صوتُ أمِّها تَبادَرَ لسمعها.

- لم يكن الخطأ خروجي أما كان بإمكان أمِّي أن تخيط لي لعبتي؟...

تلفتت حولها، عليها أن تعود

نظرت إلى الطريق...

لو أنها عَمِلت كما تلكَ البنت في القصةِ، وأخذت مَعها شيئاً ترميهِ للطريقِ ليكون دليلَ العودةِ

نسيت

كما نسيت سبب خروجها.

وقفت وسط الذهول بيدِها اللعبة ُممزَّقة القدمين.

الصفحات