أنت هنا

قراءة كتاب ابن رشد في جوهر الأجرام السماوية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ابن رشد في جوهر الأجرام السماوية

ابن رشد في جوهر الأجرام السماوية

كتاب " ابن رشد في جوهر الأجرام السماوية " ، تأليف ابن رشد نقله إلى العربية عماد نبيل ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

المقدمة

لقد نال ابن رشد، في المقام الأول، مكانته كفيلسوف في العالم العربي والغربي ليس فقط بسبب شروحاته العديدة لأعمال أرسطوطاليس «ورفع قلق العبارة عنها»، ولكن أيضاً لمؤلفاته في الحقل الفلسفي واللاهوتي كما تدلّ على ذلك كتب: «تهافت التهافت»، و«فصل المقال» و«الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة». بالإضافة إلى ذلك، كان ابن رشد قد ألّف العديد من البحوث والرسائل المستقلة، والتي كانت تبحث في مختلف الموضوعات الفلسفية واللاهوتية. في الواقع هذه البحوث كانت حلولاً للمشكلات التي تمّ طرحها عليه أو أربكته فلسفياً. من خلال تلك البحوث، نجح ابن رشد، وإلى حد بعيد، في تطوير وجهة النظر الفلسفية الخاصة به في ما يتعلق بالموضوعات المطروحة للنقاش الفلسفي، وفي الحالات الضرورية جداً كان ابن رشد لا يتورع عن رفض ـ وبقوة ـ الآراء التي يعتقد بعدم صحتها من الناحية الفلسفية.

إن كتاب «في جوهر الأجرام السماوية» هو مجموعة من البحوث الفلسفية التي تمتلك موضوعاً واحداً مشتركاً هو دراسة طبيعة وخصائص الأجرام السماوية. ولسوء الحظ، فإن هذا الكتاب مفقود في نسخته العربية الأصلية، لكن تمّ حفظه من خلال الترجمة العبرية واللاتينية لهذا النص الفلسفي المهم عن العربية آنذاك، وتتألف الترجمة العبرية من ستة بحوث أو رسائل، خمسة من تلك البحوث تظهر في نسخة الترجمة اللاتينية لهذا الكتاب.

إن ترجمة النسخة العبرية عن العربية لهذا الكتاب هي في واقع الحال عمل لمترجم غير معروف أصلاً. فقد وصلت إلينا تلك النسخة في عدد من المخطوطات الكاملة والجزئية لأثر منقح تمّ إنجازه بواسطة موسى بن يوشع الناربان (المسمى الناربوني والمتوفى في عام 1362). بالإضافة إلى النسخة العبرية للعمل الكامل، والتي نجهل معرفة مترجمها، وصلت إلينا أيضاً ترجمة مستقلة للفصل الثالث عن العربية بواسطة سليمان بن أيوب في أواسط القرن الثالث عشر.

أما ما يتعلق بالترجمة اللاتينية للنسخة العربية، فيبدو أنه قد تمّ إنجازها على يد مايكل سكوت في النصف الأول من القرن الثالث عشر. ولحسن الحظ فقد تمّ حفظ هذه الترجمة بنسختها اللاتينية في أكثر من ثماني مخطوطات كاملة وجزئية، وفي عدد من نسخ الطبعات التي أُنجزت في القرنين الخامس عشر والسادس عشر. وقد تم نشر نسخة الفاروطليطلة في عام 1941، في حين تمّ نشر نسخة أنطونيو لبايترو بومبانازي في عام 1966. في الواقع فإن معظم المخطوطات والنسخ المطبوعة للنسخة اللاتينية المترجمة عن العربية تحتوي على خمسة فصول لترجمة مايكل سكوت. لكن في بعض طبعات القرن السادس عشر يظهر فصلان إضافيان قد تمّت ترجمتهما من العبرية إلى اللاتينية بواسطة إبراهيم بالمس. الفصل الأول من هذين الفصلين المضافين قد تمّت ترجمته من الفصل السادس من النسخة العبرية والتي نجهل هوية مترجمها؛ أما الفصل الآخر، فقد تمت ترجمته من نسخة النص التي تم العثور عليها حديثاً. إن الفصول الخمسة لنسخة مايكل سكوت كانت قد تمّت ترجمتها من اللاتينية إلى العبرية على يد يهوذا رومانو في بواكير القرن الرابع عشر.

في عملية الإعداد لترجمة هذا الكتاب إلى لغته العربية المفقودة، كانت مهمتي الأولى والرئيسية هي تزويد القارئ العربي المعاصر بنسخة دقيقة ومقروءة للنص الرشدي المفقود، وفي الوقت ذاته، قد عملت جاهداً في الحفاظ على دقة وسلاسة اللغة وعلى خصوصيات أسلوب النص الأصلي حيثما كان ذلك متاحاً لي ضمن حدود الاستخدام الفلسفي للغة العربية. وهكذا، احتفظت بالبناء المعقد للجملة الرشدية في أغلب الأحيان، لكنني لم أتردد، في الواقع، في تقسيم تلك الجمل إلى جمل أخرى أصغر لغرض الوضوح. كما أني أجزت لنفسي الحق في الإضافة في بعض الأحيان الضرورية لغرض توضيح معنى الفقرة أو من أجل الكشف عن بنية الحجة التي يروم ابن رشد عرضها. تلك الإضافات يجدها القارئ موضوعة بين قوسين [ ].

الصفحات