أنت هنا

قراءة كتاب دلائل الإعجاز

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
دلائل الإعجاز

دلائل الإعجاز

كتاب "دلائل الإعجاز" لمؤلفه عبد القاهر الجرجاني، هو كتاب في إعجاز القرآن، ومن أهم قضية طال فيها الجرجاني فيه وجرى إلى التفصيل هو :" أسرار إعجاز القرآن ودلائله من جهة نظمه"، حيث تناول منهج الجرجاني القضايا القرآنية مبدئا عما أعجز العرب من القرآن هو يقول: "أع

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: ektab
الصفحة رقم: 6
وفي خبر آخر فشعث مني وإنه سأل هذا عني فأحسن القول فشكره رسول الله على ذلك وروي من وجه آخر أن حسان قال يا رسول الله من نالتك يده وجب علينا شكره ومن المعروف في ذلك خبر عائشة رضوان الله عليها أنها قالت كان رسول الله كثيرا ما يقول أبياتك فأقول الكامل ارفع ضعيفك لا يحر بك ضعفه يوما فتدركه العواقب قد نمى يجزيك أو يثني عليك وإن من أثنى عليك بما فعلت فقد جزى قالت فيقول عليه السلام يقول الله تبارك وتعالى لعبد من عبيده صنع إليك عبدي معروفا فهل شكرته عليه فيقول يا رب علمت أنه منك فشكرتك عليه قال فيقول الله عز وجل لم تشكرني إذ لم تشكر من أجريته على يده وأما علمه عليه السلام بالشعر فكما روي أن سودة أنشدت عدي وتيم تبتغي من تحالف فظنت عائشة وحفصة رضي الله عنهما أنها عرضت بهما وجرى بينهن كلام في هذا المعنى فأخبر النبي فدخل عليهن وقال يا ويلكن ليس في عديكن ولا تيمكن قيل
 
هذا وإنما قيل في عدي تميم وتيم تميم وتمام هذا الشعر وهو لقيس بن معدان الكلبي من بني يربوع الطويل فحالف ولا والله تهبط تلعة من الأرض إلا أنت للذل عارف ألا من رأى العبدين أو ذكرا له عدي وتيم تبتغي من تحالف وروى الزبير بن بكار قال مر رسول الله ومعه أبو بكر رضي الله عنه برجل يقول في بعض أزقة مكة الكامل يا أيها الرجل المحول رحله هلا نزلت بآل عبد الدار فقال النبي يا أبا بكر أهكذا قال الشاعر قال لا يا رسول الله ولكنه قال الكامل يا أيها الرجل المحول رحله هلا سألت عن آل عبد مناف فقال رسول الله هكذا كنا نسمعها وأما ارتياحه للشعر واستحسانه له فقد جاء فيه الخبر من وجوه من ذلك حديث النابغة الجعدي قال أنشدت رسول الله قولي الطويل بلغنا السماء مجدنا وجدودنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
 
فقال النبي أين المظهر يا أبا ليلى فقلت الجنة يا رسول الله قال أجل إن شاء الله ثم قال أنشدني فأنشدته من قولي الطويل ولا خير في حلم إذا لم تكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا ولا خير في جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا فقال أجدت لا يفضض الله فاك قال الرازي فنظرت إليه فكأن فاه البرد المنهل ما سقطت له سن ولا انفلت ترف غروبه ومن ذلك حديث كعب بن زهير روي أن كعبا وأخاه بجيرا خرجا إلى رسول الله حتى بلغا أبرق العزاف فقال كعب لبجير إلق هذا الرجل وأنا مقيم ها هنا فأنظر ما يقول وقدم بجير على رسول الله فعرض عليه الإسلام فأسلم وبلغ ذلك كعبا فقال في ذلك شعرا فأهدر النبي دمه فكتب إليه بجير يأمره أن يسلم ويقبل إلى النبي ويقول إن من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قبل منه رسول الله وأسقط ما كان قبل ذلك قال فقدم كعب وأنشد النبي قصيدته المعروفة البسيط
 
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مغلول وما سعاد غداة البين إذ رحلت إلا أغن غضيض الطرف مكحول تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت كأنه منهل بالراح معلول سح السقاة عليها ماء محنية من ماء أبطح أضحى وهو مشمول ويل امها خلة لو أنها صدقت موعودها أو لو ان النصح مقبول حتى أتى على آخرها فلما بلغ مديح رسول الله إن الرسول لسيف يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول في فتية من قريش قال قائلهم ببطن مكة لما أسلموا زولوا زالوا فما زال أنكاس ولا كشف عند اللقاء ولا ميل معازيل لا يقع الطعن إلا في نحورهم وما بهم عن حياض الموت تهليل شم العرانين أبطال لبوسهم من نسج داود في الهيجا سرابيل أشار رسول الله إلى الحلق أن اسمعوا قال وكان رسول الله يكون من
 
أصحابه مكان المائدة من القوم يتحلقون حلقة دون حلقة فيلتفت إلى هؤلاء وإلى هؤلاء والأخبار فيما يشبه هذا كثيرة والأثر به مستفيض وإن زعم أنه ذم الشعر من حيث هو موزون مقفى حتى كأن الوزن عيب وحتى كأن الكلام إذا نظم نظم الشعر اتضع في نفسه وتغيرت حاله فقد أبعد وقال قولا لا يعرف له معنى وخالف العلماء في قولهم إنما الشعر كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح وقد روي ذلك عن النبي مرفوعا أيضا فإن زعم أنه إنما كره الوزن لأنه سبب لأن يغنى في الشعر ويتلهى به فإنا إذا كنا لم ندعه إلى الشعر من أجل ذلك وإنما دعوناه إلى اللفظ الجزل والقول الفصل والمنطق الحسن والكلام البين وإلى حسن التمثيل والاستعارة وإلى التلويح والإشارة وإلى صنعة تعمد إلى المعنى الخسيس فتشرفه وإلى الضئيل فتفخمه وإلى النازل فترفعه وإلى الخامل فتنوه به وإلى العاطل فتحلته وإلى المشكل فتجليه فلا متعلق له علينا بما ذكر ولا ضرر علينا بما أنكر فليقل في الوزن ما شاء وليضعه حيث أراد فليس يعنينا أمره ولا هو مرادنا من هذا الذي راجعنا القول فيه وهذا هو الجواب لمتعلق إن تعلق بقوله تعالى وما علمناه الشعر وما ينبغي له وأراد أن يجعله حجة في المنع من الشعر ومن حفظه وروايته وذاك أنا نعلم أنه لم يمنع الشعر من أجل أن كان قولا فضلا وكلاما جزلا ومنطقا حسنا وبيانا بينا كيف وذلك يقتضي أن يكون الله تعالى قد منعه البيان والبلاغة وحماه الفصاحة والبراعة وجعله لا يبلغ مبلغ الشعراء في حسن العبارة وشرف اللفظ وهذا جهل عظيم وخلاف لما عرفه العلماء وأجمعوا عليه من أنه كان أفصح العرب وإذا بطل أن يكون

الصفحات