في المجموعة القصصية "تماما أمامك" للكاتب السعودي ساري العتيبي، يعودُ الشاب حتى إذا تجاوز شجرةً هناك كانت تفصلُ بيننا في نصف الطريق, وأراد أنْ يعطيها \"الورقة\" اقتحمتني نظراتُه كالموج ثم انحسرتْ أمواج عينيه الثائرتين نحوها، فهمت الفتاةُ أنه ينبهها إلى وجودي
أنت هنا
قراءة كتاب تماما أمامك
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
المقدمة
لم يسبق لي أن تماهيتُ مع مجموعةٍ قصصيةٍ كهذه. إنّها تحملُ قارئها على جناحي سَبكٍ وحبكٍ قلّ نظيرهما.
يُجيدُ ساري قدَّ الروح من دهشةٍ إلى آخر حرف، والمدهشُ أنّ السّحر ذاته - الذي يسلبُ في قصصه ويخلب - يبدو جلياً في كلِّ قصة، بل يتصاعد في وتيرةٍ جماليةٍ بديعة، وكأنّما اللغةُ في يد هذا المُبدع جذوةٌ لا تخبو، ودفءٌ لا ينسرِب.
والمتجوّل بين طيّات هذا الكتاب يلحظُ الموهبة التصويريّة التي يتميزُ بها الكاتب، والقدرة الفائقة على اقتناص المشاهد من زوايا مختلفة، وتناول الأفكَار - التي قد تبدو أحياناً مألوفةً - بأساليبَ غير مألوفة.
كما أنّ المدلولات المتواريةَ خلف الأسطرِ أشبه ما تكونُ بالمنشور الزجاجي، أينما نظر إليه القارئ استطاع أن يقتنص منه ما يروقه، ويسقطه على ما صافح به وعيه، مما يجعله يتجاوزُ مرحلةَ القراءة المُجرّدة إلى مرحلِة المشاهدةِ والمعايشة.
إنّها مجموعةٌ حرية بأن تُقرأ بعين الرّوح،
إذْ أنّ كل جزء فيها يُبرهن على أنّ ساري رجلٌ يكتب أينما شَاء، كيفما شاء، وقتما شاء!
(هي)


