عزيزي القارئ..
إذا كنت من الذين يشترون الكتب التي تصفِّق لمعتقداتهم لكي يزيدوا "يقينهم" بأنَّهم على "صواب".. فهذا الكتاب ليس لك.. أنصحك بعدم قراءته..
لأنَّه موَجَّه ضدَّ من تظنُّه (أنت)..
وضدَّ من تظنُّهم (أسيادك)..
أنت هنا
قراءة كتاب حرر ذاتك منك
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
حرر ذاتك منك
الأسرة "النموذجية"
إن المحبَّة والعاطفة الفطرية التي يشعر بها الأب والأم والأولاد والبنات والإخوة والأخوات والزوج والزوجة، هي مِن أهمِّ المشاعر في التواصل الإنساني. ولولاها، لكان مصير الإنسان مماثلاً لمصير الديناصورات..
لكن لنا الحقّ أن نتساءل: كيف تمَّ (تعليب) هذا الحبّ الطبيعي و"نمذجته" ضِمن (مؤسَّسة) اجتماعية، واقتصادية "نموذجية" يسمُّونها (الأسرة)؟ وكيف تمَّ إبدال العائلة الطبيعية المبنية على الحبّ (بمنظومة الأسرة) المبنية على العلاقات "النموذجية"؟ وكيف أُعطيَت هذه "الأسرة" الدور التربوي الاجتماعي الأساس في حياة الفرد الذي يؤثِّر في معظم نواحي كيانه؟
إننا لا نُنكر وجود آباء وأُمَّهات وأُخوة وأخوات وأبناء وبنات عظماء، ساهموا، من خلال تطوير أنفسهم، بتطوير عائلاتهم الصغرى وخرَّجوا وتخرَّجوا منها أشخاصًا عظماء.. وهذا الفضل يعود إليهم كأفراد ولا يعود إلى منظومة أُسرتهم "النموذجية". فمِن واجبنا أن نلقي الضوء بجرأة على بعض الجوانب السلبية في المؤسَّسة الأسرية النموذجية، هادفين من ذلك إلى التصويب الإيجابي لا النقد السلبي.
..
فيما يلي بعض (العوارض الجانبية) التي تنتجها بعض الأسر "النموذجية" والتي تجعل من أفرادها (أسرى أُسرهم):
التواصل الأسري:
الروابط الأسرية تتحوَّل إلى روابط ميكانيكية خالية من الحبّ..
العلاقات العائلية الفطرية يلفُّها "الخدر" العاطفي..
التواصل الجافّ الخالي من الحيوية والعفوية..
التدخُّل الدائم من قِبَل أفراد الأسرة بشؤون بعضهم بعضاً..
معظم حالات "التواصل" العائلي، ضِمن الأسرة، محدودة في المشاركة في الأكل، ومشاهدة التلفاز، وفي المناسبات..
..
روابط إنسانية مفكَّكة بين أفراد الأسرة..
كلّ فرد من الأسرة يعيش في عالمه الخاصّ..
التقوقع: من خلال الانعزال في الغرفة..
أو البقاء معظم الوقت خارج المنزل..
الانكفاء إلى اهتمامات أُخرى (كالعمل لساعات طويلة)..
منافسات سلبية، وصِراعات على السلطة..
..
تبادل خدمات (غير عادلة)..
لوم ونقد وتبريرات دائمة متبادلة..
عتب داخلي (مزمن) على الآخرين و(غير معلن)..
"هجمات" متكرَّرة.. و"هجمات" مضادَّة متكرَّرة.. ثم هدنة موقَّتة..الخ