عزيزي القارئ..
إذا كنت من الذين يشترون الكتب التي تصفِّق لمعتقداتهم لكي يزيدوا "يقينهم" بأنَّهم على "صواب".. فهذا الكتاب ليس لك.. أنصحك بعدم قراءته..
لأنَّه موَجَّه ضدَّ من تظنُّه (أنت)..
وضدَّ من تظنُّهم (أسيادك)..
قراءة كتاب حرر ذاتك منك
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
حرر ذاتك منك
فتفرُّدك لا يعني أن تتقوقع وتنعزل ضِمن شرنقتك الخاصَّة بك..
بل أن تصبح إنسانًا عظيمًا متحرِّرا من شرنقته..
ومتفاعلاً مع محيطه بشكل صحِّي لا تبَعي..
..
وتفرُّدك لا يعني أن تُبدِّي مصلحتك الخاصَّة على مصالح الآخرين..
بل أن تمنع مصالح الآخرين من أن ترسم لك حياتك الخاصَّة بك بلوحة تحمل صورتك ولا تشبهك..
..
وتفرُّدك لا يعني أن تدمِّر تقاليدك وعاداتك وقِيَمك الاجتماعية..
بل أن لا تُدمَّر أنت من جرَّاء تبعيَّتك لها..
..
وتفرُّدك لا يعني أن تتمرَّد على أجدادك..
بل أن تتمرَّد على وقوقك الصنمي الدائم على أطلال أجدادك..
..
وتفرُّدك لا يعني أن تُحالف الأنا الفردية وتعادي الأنا المجتمعية..
بل أن تتحرَّر منهما معًا، لأنهما من الطينةِ عينها.
..
لن ترقى بمجتمعك إذا لم تكن راقيًا..
لأن الرقي هو حالة حضور داخلية لا مظهر خارجي..
هو مستوى وعي وليس مستوى اجتماعياً طبـقياً..
ولن تنفع مجتمعك إذا كنت تسكن المدن.. وتسكنك البداوة..
ولن تُطوِّر مجتمعك إذا احتللت أعلى المناصب.. ونصَّبت تخلُّفك عليك..
ولن تخدم مجتمعك إذا حاولت تحرير الجميع.. ولم تتحرَّر من عبوديَّتك..
فمهما حاولت الظُّهور أمام غيرك بأنك "محرِّر كبير"..
سوف تبقى داخل نفسك "عبدًا صغيراً"..
..
فإذا لعنتَ الأديان الأخرى لن تصبح "متديِّنًا"..
وإذا كرهتَ الأوطان الأخرى لن تصبح "وطنيًّا"..
وإذا شتمت الفساد لن تصبح "صالحًا"..
وإذا قُدتَ العبيد لن تصبح "محرِّراً"..
فلن تصبح راقيًا من خلال لعناتك، وكرهك، وشتيمتك، واستعبادك للآخرين..
بل من خلال تحرُّرك الداخلي..
لذلك: حرِّر ذاتك.. منك.