أنت هنا

قراءة كتاب الزهور الصفراء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الزهور الصفراء

الزهور الصفراء

الزهور الصفراء: الجزء الثاني من مشروع القاص محمد المنصور الشقحاء إعادة طبع نتاجه في مجال القصة القصيرة في مشروع الأعمال القصصية.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7

[6]

(أزاد) تقف خلف زجاج نافذتها المطلة على النهر تسرّح شعرها، تترقب مرور قوارب الصيادين وقوارب الأطفال الذين ينقلون الحاجيات والركاب بين ضفتي النهر.
كان النهر مهجوراً وأشعة الشمس تعكس اللون الجديد للمياه. قربت وجهها من زجاج النافذة تتأمل الحدث الغريب. فتحت النافذة فأزكمت أنفها الرائحة الغريبة فأغلقت أنفها بيدها ثم سارعت إلى إغلاق النافذة. وهنا لمحت مجموعة من الخوذات المكممة تركض في جميع الاتجاهات وأخذت تمخر عباب النهر قوارب مطاطية ذات لون داكن.
شعرت (أزاد) بالخدر يسري في عروقها فاتجهت إلى فراشها ثم تمددت وأغمضت عينيها وهي تتدثر بالغطاء. وراحت في سبات عميق.

[7]

توقفت الحركة على ضفتي النهر..

[8]

الزهور الصفراء أخذت تقاوم الغبار المسموم باهتزازها الناعم في خيلاء رغم انسحاق البعض تحت أحذية الغرباء الذين أخذوا يتجولون بحرية في كل مكان.. يبنون المتاريس.. يوزعون الأفراد.. يحتلون المواقع الحساسة وتمركز أفراد القناصة في مآذن المساجد.. فوق أسطح الدور العالية وخزانات المياه.
عندما انتهت المهمة أخذ كل فرد يفتح أزرار قميصه.. ورباط حذائه.. ثم ينزع الخوذة من فوق رأسه.. ويزيح الكمامات عن أنفه والقناع عن وجهه.. ليتم تبادل الحديث بحرية وهدوء بعد انتهاء المهمة التي لم يكن يتوقع الجميع أن تكون بهذا اليسر.
وتوقفت الكلمات فوق الشفاه التي تهدلت فجأة.. وجحظت المقل.. وأخذت الأنفاس تتلاحق.

[9]

الزهور الصفراء تهتز.. تعبر عن وجودها وحبها لضفتي النهر الذي وهبها الحياة فأخذت ترقص جذلاً مستقبلة الفيضان الجديد الذي كان أقل منسوباً من الأعوام السابقة بفضل السدود المشيدة حديثاً.

[10]

(أزاد) أخذت تتململ في فراشها. نزعت الغطاء عن جسمها. ونهضت من الفراش مرتسمة على شفتيها علامة استفهام ـ حيث نامت بكامل ملابسها ـ وتذكرت مياه النهر الداكنة فأسرعت إلى النافذة. فإذا بالماء صاف يلمع كالرصاص والزهور الصفراء تهتز والقوارب الصغيرة تمارس عملها المعتاد فأراحت جبينها على الزجاج لتلمح بزة داكنة مكومة في نهاية الممر.

الصفحات