قراءة كتاب وداد من حلب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
وداد من حلب

وداد من حلب

كتاب " وداد من حلب " ، تأليف قحطان مهنا ، والذي صدر عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 2

ـ هل تعلم ما الذي يقهرني أكثر من أيِّ شيءٍ آخر؟.. كانوا يقولون.. رأفت غير كلِّ الرجال.. مثقف, متحرِّر, مع المرأة في جميع الأحوال.. يا إلهي كيف غششت كلَّ هؤلاء الناس كل هذا الوقت.. أنا..

قاطعها بشيءٍ من الحِدَّة :

ـ لا لزوم لهذا الكلام.

صمتت للحظات بينما كان هو يُفكِّر بإنهاء الجدل , ثمَّ قالت:

ـ لي طلب واحد.

ـ تفضلي.. اطلبي ما تشائين.

ـ يوم عرسك.. دعني أذهب لبيت أهلي.

انتفض مُحدِّقاً بها :

ـ هل هذا تصرُّف لائق؟.. ثمَّ لن يكون هناك عرس , الجواب لا.

قالت بلهجة قويَّة باردة :

ـ على عيني.. لن أذهب, لكن لا تنتظر منِّي أن أرقص في ليلة دخلتك. هل تريد شيئاً!..

سألت وهي تقف, فقال بصوت خافت:

ـ سلامتك.

خرج رأفت من منزله حزيناُ.. شاعراً بالذنب, أخذ يمشي ويمشي كعادته كلَّ يوم, إلا أنَّه في هذا اليوم أطال, لم يكن هذا ما خطَّط له, أراد أن يختار رفيقةً له, صديقة.. حبيبة, ولكن على ما يبدو سيكون زواجه هذا نسخة مُكرَّرة عن زواجه الأوَّل, كان على استعداد لتحمُّل الذنب لو نجح بمراده , أمَّا وأنَّ الأمر لم يكن كذلك فإنَّ شعوره بالذنب كان مضاعفاً, فجأةً خطرت بباله فكرة المكتبة.. فأخذ قراره: غداً سيشتري المحل الكبير الذي سأل عنه مُؤخراً, وستكون له المكتبة الأولى في البلد.. حلم حياته, ارتاح بعض الشيء وقرَّر الذهاب إلى المقهى الشعبي, ولكنَّه عرَّجَ في طريقه على محلِّ الصائغ حنّا, وطلب منه أن يضاعف كلَّ ما أوصاه عليه من ذهبٍ لعروسته.. فسأله الصائغ:

ـ أضاعف.. كيف؟!..

ـ تضرب باثنين كل شيء.. السوار يصبح سوارين, العقد عقدين, وزوج الحلق زوجين.. وهكذا , طبعاً غيِّر النموذج قليلاً, ولكن ضاعف كل شيء.

ظنَّ الصائغ حنَّا أنَّ أبا أحمد سيتزوج من امرأتين دفعة واحدة, فكَّر مذهولاً.. هذه أوَّلُ مرَّةٍ يحدث ذلك, ثمَّ تساءل: هل الإسلام يسمح بذلك؟!.. من معرفته فالجواب هو.. ولكن ما أدراه وماهمَّهُ، سيضاعف كلَّ شيءٍ, وأرباحه ستتضاعف في كلِّ شيء.

أمَّا أبو أحمد فقد قال في نفسه: لن يحلَّ الذهب مشكلة أمّ أحمد, ولكنَّه سيسكتها.

في الصباح التالي في السوق قال له صاحبه أبو محمود:

ـ أراك مهموماً. .

ـ لا.. لا شيء , كل شيء تمام.. بلًَّغنا أم أحمد وانقضى الأمر.

ـ نُبارك لكَ وتُبارك لنا إذن.

ـ خير.. ألف مبارك. .

ـ أمس ولَّدت أم محمود.. وأرسل الله لنا بنتاً تأسر الألباب.

ـ مباركة.. تربى بعزَّك، هل اخترتم الاسم؟!..

ـ هاتِ لنا اسماً جميلاً من عندك.

فكَّرَ أبو أحمد قليلاً ثمَّ قال:

ـ أمّي ـ الله يرحمها ـ كان اسمها زينب, لكن ولا مرَّة, أقول ولا مرَّة سمعت أحداً يناديها باسمها, الوالد كان يناديها أم رأفت, نحن.. يامو, الجيران والمعارف كلهم أم رأفت , ما رأيك أن نسمع رنَّة هذا الاسم الجميل في بيتك؟!..

ـ لعيونك.. لن نسمِّيها إلا زينب.

الصفحات