قراءة كتاب وداد من حلب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
وداد من حلب

وداد من حلب

كتاب " وداد من حلب " ، تأليف قحطان مهنا ، والذي صدر عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 5

وصل رأفت إلى داره قبل موعد العشاء بقليل.. كانت داره تقع في حي الفرافرة, كانت داراً عربيَّة تقليديَّة.. صحن دار كبير مع نافورة ماء في الوسط جدرانها مغطاة بالفسيفساء الملوَّن, أربع غرف نوم في الطابق العلوي, وثلاث في الطابق الأرضي.. حيث توجد أيضاًصالة الاستقبال الكبيرة, وصالة معيشة أقلّ منها مساحةً وُضعت فيها منذ سنوات قليلة طاولة طعام كبيرة, وعلى طرف صحن الدار كان هناك درجٌ ضيِّق بانحدارشديد ينزل إلى بيت المونة, وكان أشبه بمغارةٍ عميقةٍ تحت الأرض, كان الأولاد في صغرهم يلجؤون إليها عند القيظ الشديد, فيمنعهم أبوهم شارحاً لهم مضار سوء التهوية فيها.

كان عنده أربعة أولاد من أم أحمد: ذكران وفتاتان, وثلاثة من فادية أم نضال: ذكر وابنتان, ابنته الكبرى سلمى تزوَّجت منذ سنوات, والثانية وفاء مخطوبة, أمَّا أحمد وأخوه خالد فهما متزوِّجان ويقيمان معه في الدار, ولكن ليس لمُدَّة طويلة, فسينتقلان قريباً إلى شقَّتين متجاورتين في حيِّ السبيل.

أولاد فادية نضال ورجاء وهدى هم دون الخامسة عشرة من عمرهم , أدخل رأفت بناته كلهنَّ ـ باستثناء سلمى البكر ـ المدرسة الفرنسية حتى عمر الاثني عشر سنة, أمَّا الفتيان فدخلوا المدارس العامة وكانت توازي حينها المدرسة الفرنسية بل تتفوق عليها في بعض النواحي , كان رأفت يشعر بضيقٍ شديد وغضبٍ أشد عندما كانت تترك إحدى بناته المدرسة في تلك السن من عمرها , ولكن ما كان باليد حيلة, فبيئته المحافظة لم تكن تسمح بخلاف ذلك , يذكر جيداً ذلك اليوم منذ أربع سنوات, عندما تركت ابنته وفاء ورفيقتها زينب ابنة أبي محمود المدرسة الفرنسية.. قامتا بما يشبه المظاهرة في صحن الدار حتى لا يُطبق عليهما هذا القانون, ولكنَّهما انهزمتا.. فذرفتا الدموع الغزيرة.

سأل رأفت وكان الجميع على مائدة الطعام:

ـ كيف كان يومكم؟.. هل من أخبار مسليَّة؟!..

أجابت أم نضال :

ـ الأخبار عندك.

ـ أريد أخباركم أنتم.. لا أخبارهم.

نظر إلى ابنه أحمد وسأله عن سير العمل في ورشة المنشأة الجديدة , فأجابه أنَّ الأمور تسير كما هو مُخطَّط لها, وعلى الأغلب سيكون كلُّ شيءٍ جاهزاً قبل وصول المكنات بمدَّة.

عاد والتفت إلى زوجته مبتسماً :

ـ ولا خبر مُسلِّ؟!..

ـ كانت زينب عندنا تزور رفيقتها وفاء , فأقامتا الدنيا وأقعدتاها, لعب بالطابة ثمَّ بالحلجة لساعات , ثمَّ نقاشات ومشاحنات بصوتٍ عالٍ لساعات أخرى.. طوشونا!..

سأل ابنته وفاء :

ـ لمَ المشاحنات؟!..

الصفحات