أنت هنا

قراءة كتاب أحكام الحج و العمرة والزيارة بين التعريف والتأصيل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أحكام الحج و العمرة والزيارة بين التعريف والتأصيل

أحكام الحج و العمرة والزيارة بين التعريف والتأصيل

كتاب "أحكام الحج و العمرة والزيارة بين التعريف والتأصيل" ، تأليف د. ابو مدين الطيب البشير ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2

وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال معاذ ابن جبل رضي الله عنه : يا رسول الله : ما التوبة النصوح ؟ قال : (أن يندم العبد علـى الذنب الذي أصاب ، فيعتذر إلى الله ثم لا يعود إليـــــه كما لا يعود اللبن إلى الضرع.) (13)

وسئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عنها يومـا فقال : " أن يتوب الرجــل من العمل السيئ ثم لا يعود إليه أبدا. " (14)

ويقول سعيد بن جبير رضي الله عنه : " هي التوبة المقبولــة ، ولا تقبل ما لـم يكن لهـا ثلاثة شروط : خوف ألا تقبل ، ورجاء أن تقبل ، وإدمان للطاعات." (15)

وقال قتادة إنها الصادقة ، وقال الحسن : هي أن يبغض الذنب الذي أحبه ويستغفر منه إذا ذكره. (16)

ويقال إن أبا بكر الوراق سئل عنها فقال : أن تضيق على التائب الأرض بما رحبت وتضيق عليه نفسه كتوية كعب بن مالك وصاحبيه. (17)

أما شرائطها فثلاثة أوردها صاحب تفسير السراج المنير :

الأول : الإقلاع عن الذنب بالكلية

الثاني : الندم على فعله

الثالث : العزم التام علــى ألا يعود إليه في المستقبل (18)

أما عن تأويلاتها فقد قالوا إن في قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا تُوبوا إلى اللَّه تَوْبة نَصوحا خمسة تأويلات :

الأول : أن التوبة النصوح هي الصادقـــة الناصحة ، قاله قتادة .

الثاني : أن النصوح أن يبغض الذنب الذي أحبه ويستغفر منه إذا ذكره ، قاله الحسن .

الثالث : أن لا يثق بقبولها ويكون على وجل منها .

الرابع : أن النصوح هي التي لا يحتاج معها إلى توبة .

الخامس : أن يتوب من الذنب ولا يعود إليه أبدا ، قاله عمر ابن الخطاب رضي الله عنه .(19)

والتوبة النصوح تفرح الرب جل وعلا فقد جاء في صحيح وضعيف الجامع الصغير :

قال رسول الله علية الصلاة وسلام : (الله أفرح بتوبة التائب من الظمآن الوارد ، ومن العقيم الوالد ومن الضال الواجد ، فمن تاب إلى الله توبة نصوحا أنســـى الله حافظيه وجوارحه وبقاع الأرض كلها خطاياه و ذنوبه.) (20)

أما باب التوبة فهو من أبواب الجنة , سأل عمر بن الخطاب النبي علية الصلاة وسلام عنه فقال : (يا عمر خلق الله بابا للتوبة خلف المغرب وهو من أبواب الجنة ، له مصراعان من ذهب مكلّلان بالدر والياقوت والجوهر ، ما بين المصراع إلى المصراع مسيرة أربعين عاما للراكب المسرع ، فذلك الباب مفتوح منذ خلق الله خلقه إلى صبيحة تلك الليلة عند طلوع الشمس والقمر من مغاربها ، ولم يتب عبد من عباد الله توبة نصوحا من لدن آدم إلى ذلك اليوم إلا ولجت تلك التوبة فـي ذلك الباب ثم ترفع إلى الله .) (21)

وأخيرا فقد أورد صاحب الكشاف حديثا للرسول علية الصلاة وسلام يوضح الطريقة التي يتحصل بها المسلم على التوبة النصوح يقول علية الصلاة وسلام : ( من قرأ سورة التحريم آتاه الله توبة نصوحا .)(22)

ثالثا : اختيار الرفقـة الصالحة واليوم الصحيح ، يقول الرسول علية الصلاة وسلام :

(مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحا طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة.) رواه البخاري

والشاعر يقول :

اصحب خيار الناس حيث لقيتهم

خير الصحابة من يكون عفيفا

والناس مثل دراهم ميزتها

فوجدت منها فضة وزيوفا

وأيام الله كلها طيبة ولكن الرسول علية الصلاة وسلام كان يسافر على الراجح بالخميس .

روى الإمام البخاري عن عبد الرحمن بن مالك أن كعب بن مالك رضي الله عنه قال : " لقلّما كان الرسـول علية الصلاة وسلام يخرج إذا خرج في سفر إلا يوم الخميس."

رابعا : أن يكتب وصيته .

يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله علية الصلاة وسلام قال : ( ما حق امرئ مسلم له شئ يوصي فيه يبيت ثلاث ليال إلا ووصيته عنده مكتوبة.) رواه مسلم

وفي ذلك يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنه كما جاء في صحيح مسلم : " ما مرت علىّ ليلة منذ سمعت رسـول الله علية الصلاة وسلام قال ذلك إلا وعندي وصيتي."

خامسا : أن يؤدي ما عليه من ديون ليبرئ ذمته .

فالدين كما هو معروف يتعلق بنفس المدين فلا فكاك له منه حتى بعد الوفاة ، ومن المعلوم أن الرسول علية الصلاة وسلام كان لا يصلي على المدين حتى يقضى عنه الدين.

روى جابر رضي الله عنه قال : " توفى رجل فغسلناه وكفنّاه وحنطناه ثم أتينا به رسول الله علية الصلاة وسلام ليصلي عليه ، فقلنا نصلي عليه . فخطا رسول الله علية الصلاة وسلام خطوة ثـم قال : ( أعليه دين ؟) قلنا ديناران ، فانصرف فتحملهما أبو قتادة .

فأتيناه فقال أبو قتادة : الديناران عليّ .

الصفحات