أنت هنا

قراءة كتاب أحكام الحج و العمرة والزيارة بين التعريف والتأصيل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أحكام الحج و العمرة والزيارة بين التعريف والتأصيل

أحكام الحج و العمرة والزيارة بين التعريف والتأصيل

كتاب "أحكام الحج و العمرة والزيارة بين التعريف والتأصيل" ، تأليف د. ابو مدين الطيب البشير ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4

مكانة الحرم المكي

تقع مدينة مكة المكرمة في الجهة الغربية من المملكة العربية السعودية وترتفع لأكثر من ثلثمائة مترا من سطح البحر . تحدها من الشرق مدينة الرياض ، ومن الغرب مدينة جدة ، ومن الشمال المدينة المنورة ، ومن الجنوب مناطق عسير والباحة وجيزان . (37)

والمعروف أن مكة المكرمة هي أحب البقاع إلى الله جل وعلا وفي ذلك يقول الرسول علية الصلاة وسلام : ( والله إنك لخير أرض الله ، وأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت.) رواه الترمذي وابن ماجة.

وهي تلك البقعة الطاهرة التي اختارها الله تعالى مكانا لبيته الحرام . ومكة المكرمة كلها حرم .

عن محمد بن عباد رضـي الله عنه أن رسول الله علية الصلاة وسلام قال : ( النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله الدرهم لسبعمائة.) رواه ابن أبي شيبة

وقال جماعة منهم النووي والزركشي : "إن حرم مكة كالمسجد الحرام في مضاعفة ثواب الصلاة بل وسائر أنواع الطاعات ، قال الحسن البصري : صوم يوم بمكة بمائة ألف ، وصدقة درهم بمائة ألف ، وكل حسنة بمائة ألف." (38)

ويقول علية الصلاة وسلام : ( رمضان بمكة أفضل من مائة رمضان بغير مكة.) رواه البزار عن ابن عمر .

ومن المعروف أن هناك بعض المعالم التاريخية التي يمكن زيارتها بمكة تبركا وهي : قبر إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر وهما في الحجر ، وقبر آدم عليه السلام وهو في جبل أبي قبيس ، ثم جبل ثور وفيه الغار المذكور في القرآن الكريم والذي لجأ إليه الرسول علية الصلاة وسلام وأبوبكر الصديق رضي الله عنه لثلاثة أيام أثناء الهجرة ، وجبل حراء أو جبل النور الذي ابتدأ فيه نزول الوحي على الرسول علية الصلاة وسلام.

كما أن هناك أماكن أثرية كمكان مولد الرسول علية الصلاة وسلام ، ودار الأرقم ، ومقبرة المعلاة أو الحجون .(39)

والبيت الحرام هو أقدم بيت وضعه الله تعالى للناس : يقول تعالى : إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكا وَهُدى لِلْعَالَمِينَ . فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ . آل عمران 96 ، 97

يضاعف الله الثواب في هذا البيت فتعدل الصلاة فيه مائة ألف صلاة .

يقول الرسول علية الصلاة وسلام : ( الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة ، والصلاة في مسجدي بألف صلاة ، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة.) رواه الطبراني عن أبي الدرداء.

والكعبة المشرفة عبارة عن مبنى ذي شكل مكعب بارتفاع خمسة عشر مترا ، وتقع وسط المسجد الحرام تقريبا وفي منتصف الكرة الأرضية .

ولها منفد واحد وهو بابها وهذا الباب يفتح لثلاث مرات سنويا لتغسل من الداخل بماء زمزم .

وقد وردت بهذا الاسم في القرآن الكريم مرتين :

يقول تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيا بَالِغَ الْكَعْبَةِ

ويقول تعالى : جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاما لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ

وللكعبة أسماء كثيرة منها :

· البيت الحرام: جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ

· البيت: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَة لِّلنَّاسِ وَأَمْنا

· البيت العتيق: ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ

· المسجد الحرام: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ.

· البيت المحرم: رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ. إبراهيم 37

ويقال إن الكعبة بنيت اثني عشرة مرة : أول من بناها هم الملائكة ، وتلاهم آدم ، وشيت ، وإبراهيم ، وإسماعيل ، والعمالقة ، وجرهم ، وقصي بن كلاب ، وقريش ، وعبد الله بن الزبير، والحجاج بن يوسف الثقفي ، وأخيرا السلطان مراد الرابع .

ولكنها بنيت على المشهور خمس مرات : بنتها الملائكة ، وبناها سيدنا إبراهيم الخليل أبو الأنبياء عليه السلام ، وبنتها قريش في الجاهلية بحضوره علية الصلاة وسلام قبل البعثة ، وبناها عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ، وأخيرا بناها الحجاج ابن يوسف الثقفي .(40)

يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنها :

" وضع البيت على أركان الماء قبل أن تخلق الدنيا بألفي عام ، ثم دحيت الأرض من تحت البيت." (41)

الصفحات