كتاب "أحكام الحج و العمرة والزيارة بين التعريف والتأصيل" ، تأليف د. ابو مدين الطيب البشير ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب أحكام الحج و العمرة والزيارة بين التعريف والتأصيل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

أحكام الحج و العمرة والزيارة بين التعريف والتأصيل
فقال علية الصلاة وسلام : ( قد أوفى الله حق الغريم وبرئ منهما الميت ؟ قال : نعم . فصلى عليه ثم قال : بعد ذلك بيومين: (ما فعل الديناران ؟ ) قلت : إنما مات أمس. قال : فعاد إليه من الغد فقال : قد قضيتهما. فقال رسول الله علية الصلاة وسلام : ( الآن بردت جلدته.)(23)
سادسا : أن يختار لحجه المال الحلال الطيب لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، يقول علية الصلاة وسلام : (إذا وضع الرجل رجله في الغرز وكان ماله حرام وزاده حرام وقال لبيك اللهم لبيك نادته الملائكة لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك .) وأن يحفظ جوارحه ولسانه عن الحرام .
قيل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه اطلع على أبي بكر وهو يمد لسانه فقال : ما تصنع يا خليفة رسول الله ؟ قال : إن هذا الذي أوردني الموارد ، أن رسول الله علية الصلاة وسلام قال : ( ليس شيء من الجسد إلا يشكو ذرب اللسان على حدته.) رواه البيهقي والنسائي
سابعا : أن يصل رحمه ويودع أهله مذكرا لهم بتقوى الله قائلا لهم : "استودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم."
يقول علية الصلاة وسلام : ( لا يدخل الجنة قاطع رحم ) رواه البخاري
وأخرج الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسـول علية الصلاة وسلام قال : ( إن للرحم لسانا يوم القيامة تحت العرش يقول : يا رب قطعت ، يا رب ظلمت ، يا رب أسئ إلىّ . فيجيبها ربها : ألا ترضين أن أصـل من وصلك واقطع من قطعك ؟
وروى البيهقي في شعب الإيمان أن رسـول الله علية الصلاة وسلام قال : ( ثلاث معلقات بالعرش : الرحم تقول : اللهم إني بك فلا أقطع . والأمانة تقول : اللهم إني بك فلا أخان ، والنعمة تقول : اللهم إني بك فلا أكفر.)
ثامنا : أن يتطهر ويحلق شعره ويقلم أظافر يديه ورجليه ثم يقرأ دعاء السفر ثم ينطلق متوكلا على الله .
روى ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله علية الصلاة وسلام كان إذا استوى علـى بعيره خارجا إلى سفر كبّر ثلاثا ثم قال : ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين . وإنا إلى ربنا لمنقلبون . اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ، ومن العمل ما ترضى . اللهم هوّن علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده . اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل . اللهم إني أعوذ يك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل.) رواه مسلم
والحج أفضل العبادات ، يقول الزركشي في ذلك :" أفضل العبادات الحج لأنه يشتمل على المال والبدن." (24)
وهو جهاد بل هو أفضل أشكال الجهاد : سألت عائشة رضي الله عنها الرسول علية الصلاة وسلام فقالت : نرى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد ؟ قال :( لكن أفضل الجهاد وأجمله حج مبرور.) رواه البخاري.
وسئل رسول الله علية الصلاة وسلام : أي العمل أفضل ؟ قال : ( إيمان بالله ورسوله) قيل ثم ماذا ؟ قال : ( الجهاد في سبيل الله ) قيل ثم ماذا ؟ قال : (حج مبرور.) متفق عليه.
يقول الحسن رضي الله عنه : الحج المبرور هو أن يرجع زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة .(25)
ويقول الفقهاء إن الحج المبرور هو الذي لم يعص الله تعالى فيه أثناء أدائه.
وقال الفراء : هو الذي لم يعص الله سبحانه بعده .
وذكر ابن العربي القولين.(26)
وأورد الإمام أحمد في مسنده : قالوا يا نبي الله : ما الحج المبرور ؟ قال : (إطعام الطعام وإفشاء السلام.)
وعن جابر ين عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله علية الصلاة وسلام قال : ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) قيل وما بره ؟ قال : (إطعام الطعام وطيب الكلام) رواه الطبراني في الأوسط .
وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى الرسول علية الصلاة وسلام فقال : إني جبان وإني ضعيف ، فقال علية الصلاة وسلام: (هلمّ إلى جهاد لا شوكة فيه : الحج.) رواه الطبراني.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله علية الصلاة وسلام قال : (جهاد الكبير والضعيف والمرأة الحج.) رواه النسائي.
ومن فضائل الحج أنه يجبّ ما قبله : عن أبي هريرة رضي الله قال : سمعت رسول الله علية الصلاة وسلام يقول : ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه.) متفق عليه.
وفي حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه ما يؤكد هذا الفضل ويدعّمه : يقول عمرو بن العاص : " فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي علية الصلاة وسلام فقلت : ابسط يمينك فلأبايعك ، فبسط يمينه قال : فقبضت يدي قال : (ما لك يا عمرو؟) قلت : أردت أن أشترط . قال : (تشترط بماذا ؟) قلت : أن يغفر لي . قال : (أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله ، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها ، وأن الحج يهدم ما كان قبله.) رواه مسلم.
وفضل الحج يزداد ويعظم إن أدّاه الحاج ماشيا وهو رأي إسحاق بن راهويه الذي أميل إليه خلافا لرأي الجمهور الذي يرى أن الركوب أفضل.(27)
ففي فضل الركوب أخرج الإمام البيهقي في الشعب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله علية الصلاة وسلام يقول : ( من جاء يؤم البيت الحرام فركب بعيره فما يرفع خفا ولا يضع خفا إلا كتب الله بها حسنة وحط بها خطيئة ورفع له بها درجة حتى إذا انتهى إلى البيت فطاف وطاف بين الصفا والمروة ثم حلق أو قصر خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فليستأنف العمل.)
وفي فضل الحج مشيا روى الإمام البيهقي أن عبد الله ابن عباس رضي الله عنه قال : " ما آسى على شئ غير أني لم أحج ماشيا."
وروي عنه أيضا أنه مرض فجمـع أهله وبنيه وقال لهم : " يا بنيّ إني سمعت رسول الله علية الصلاة وسلام يقول : ( من حج ماشيا من مكة حتى يرجع إليها كتب له بكل خطوة سبعمائة حسنة من حسنات الحرم.) فقال بعضهم : وما حسنات الحرم ؟
قال : ( كل حسنة بمائة ألف حسنة.) رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير
وهذا الخبر أورده أيضا الإمام ابن حجر العسقلاني عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنه قال : " ما آسى على شئ إلا أني لم أحج ماشيا ، إني سمعت رسول الله علية الصلاة وسلام يقول : (من حج راكبا كان له بكل خطوة حسنة ، ومن حج ماشيا كان له بكل خطوة حسنة من حسنات الحرم ، الحسنة مائة ألف ضعف.)(28)
والحج فرض بإجماع المسلمين وهو ركن الإسلام الخامس : يقول تعالى : وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ . لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ . ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ . الحج : 27 ، 28 ، 29
ويقول تعالى : إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكا وَهُدى لِلْعَالَمِينَ . فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ . آل عمران : 96 ، 97
وفي حديث جبريل عليه السلام المشهور أن عمر رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله علية الصلاة وسلام ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي علية الصلاة وسلام فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام ؟ فقال رسول الله علية الصلاة وسلام : ( الإسلام أن تشهد أن لا إلـه إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا.) متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عته قال : خطبنا رسول الله علية الصلاة وسلام فقال : ( يا أيها الناس إن الله قد فرض عليكم الحج فحجّوا.) فقال رجل : أكلّ عام يا رسول الله ؟ فسكت حتى قالها ثلاثا ، فقال رسول الله علية الصلاة وسلام : (لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم.) ثم قال : ( ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا أمرتكم بشئ فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شئ فدعوه.) رواه مسلم.
والحج يجب على الفور عند أبي حنيفة في أصح الروايتين عنه ، وعند أبي يوسف ، كما يجب على الفور عند مالك في الراجح عنه وعند أحمد.
ويجب على التراخي عند الشافعي ومحمد بن الحسن الشيباني. (29)
والراجح عندي أنه يجب على الفور لقوله علية الصلاة وسلام : ( تعجّلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له.) وفي رواية : ( من أراد الحج فليتعجّل فإنه قد يمرض المريض وتضل الراحلة وتعرض الحاجة.) رواه أحمد وابن ماجة.
وللإشارة التي في قوله تعالى : فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ) وكذلك في الإشارة التي في قوله تعالى : ( وسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ).
والحج ركن مركب حيث تتركب فيه بقية الأركان : ذلك أن شعاره التلبية ومفرداتها التوحيد : " لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إنّ الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك."
وفي ركعتي الطواف صلى الرسول علية الصلاة وسلام بسورتي التوحيد : الكافرون والإخلاص.
وأن أفضل الدعاء يوم عرفة هو دعاء التوحيد : "لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ شهيد."
والحج تتركب فيه الصلاة فهي قصرا وجمعا في المزدلفة وعرفـة ، وقصرا فقط في منى ، وتامة في مكة المكرمة.
والحج يتركب فيه الصوم الذي هو من جوابر الحج.
يقول تعالى : فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ. البقرة 196
وكذلك يظهر في الحج صوم الجوارح : يقول تعالى : الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الألْبَابِ. البقرة 197
يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنه : الرفث هو التعريض بذكر الجماع ، ويرى مجاهد أنه الجماع . أما الفسوق فيقصد به المعاصي .
وعن الجدال يقـول عبد الله بن مسعود ، وعبد الله ابن عباس ، وعطاء رضي الله عنهم : " الجدال هنا أن تماري مسلما حتى تغضبه فينتهي إلى السباب ، أما مذاكرة العلم فلا نهي عنها ."
وقال قتادة : " الجدال السباب ." (30) ومهما يكن من أمر فإن الحاج يجب أن ينصرف عن كل ما هو مشين ، ويجب أن يعمّر قلبه بذكر الله ، وأن يرطّب لسانه بالدعاء وبالصلاة على الرسول علية الصلاة وسلام حتى ينال الحج المبرور .
والحج تتركب فيه الزكاة لارتباطه بالاستطاعة.(31)
والاستطاعة هذه شرحها الرسول علية الصلاة وسلام بالزاد والراحلة فقد ذكر الإمام الشافعـي أن الرسـول علية الصلاة وسلام سئل أي الحج أفضل ؟
قال : ( العج والثج ) (32)
فقيل مـا الحاج ؟ قال : ( الشعث التفل ) (33)
قيل ما السبيل ؟ قال : ( الزاد والراحلة.) (34)
وعن علي رضي الله عنه أن رسول الله علية الصلاة وسلام قال : (من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا.) رواه الترمذي.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " لقد هممت أن أبعث رجالا إلى الأمصار فينظرون إلى كل من كان له مال ولم يحج فيضربون عليه الجزية." (35) وعليه فإن من يحوز على المال الحلال الطيب الفائض عن نفقاته الضرورية ونفقات أهله ، وكان صحيح الجسم وقد أن أمن الطريق يعتبر مستطيعا .
هذا وقد نجح ذلك الشاعر الذي ضمّن شرط الاستطاعة في أبياته المشهورة حيث قال : فقد أتى الإسلام مبنيّا على خمس فحقق وادر ما قد نقلا أولها الركن الأساس الأعظم وهو الصراط المستقيم الأقوم ركن الشهادتين فاثبت واعتصم بالعروة الوثقى التي لا تنفصم وثانيا إقامة الصلاة وثالثا تأديـة الزكاة والرابع الصيام فاسمــع واتّبع والخامس الحج على من يستطع.
والحج مرة في العمر والأصل فــي ذلك حديث الأقرع ابن حابس رضي الله عنه قال : يا رسول الله ، الحج في كل عام أم مرة ؟ قال : ( بل مرة فما زاد فتطوع.) رواه أبو داود. إلا أن تكراره مستحب كل خمسة أعوام لقول الرسول علية الصلاة وسلام فيما يرويه عن ربه : ( إن عبدا صححت له جسمه ووسعت عليه في المعيشة يمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليّ لمحروم.) رواه ابن حبان في صحيحه
ومن المعلوم أن الرسول علية الصلاة وسلام حج حجة واحدة بعد الهجرة وكان تحركه علية الصلاة وسلام لها في السنة العاشرة للهجرة ، فقد ورد عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله علية الصلاة وسلام مكث تسع سنين لم يحج ثم أذّن في الناس بالحج في السنة العاشرة . هذه الحجة هي حجة الوداع المشهورة ، وكانت يوم الخميس لست بقين من ذي القعدة.(36)
في هذه الحجة خطب رسول الله علية الصلاة وسلام قائلا : (أيها الناس : اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا . إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا .
ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ، ودماء الجاهلية موضوعة ، وأن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث .
وربا الجاهلية موضوع ، وأول ربا أضع من ربانا ربا العباس بن عبد المطلب ، فإنه موضوع كله.
فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، فإن فعلن ذلك، فاضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله.
أيها الناس، إنه لا نبي بعدي ، ولا أمة بعدكم ، ألا فاعبدوا ربكم وصلوا خمسكم ، وصوموا شهركم ، وأدوا زكاة أموالكم ، طيبة بها أنفسكم ، وتحجون بيت ربكم وأطيعوا ولاة أمركم، تدخلوا جنة ربكم) أخرجه ابن ماجة.
إن الحكمة من الحج كما هو معروف هي تطهير النفوس من آثار الذنوب والآثام بأداء هذه الشعيرة التي تحمل في جنباتها الشهادتين والصلاة والزكاة والصوم في جو مفعم بالإيمان والذكر فتطمئن القلوب بذكر الله ، فإنه بذكر الله تطمئن القلوب.
في هذا الكتاب نحاول وبإيجاز إلقاء الضوء على بعض المسائل الهامة التي يحتاج إليها الحاج تعريفا وتأصيلا .
نرجو الله جل وعلا أن يوفقنا لما فيه الخير ، وأن يدخل هذا الكتاب في دائرة العلم الذي ينتفع به حتى لا ينقطع ثوابه : يقول علية الصلاة وسلام في ذلك : ( إذا مات ابن آدم انقطع عملـه إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له.) الموطأ رواية محمد بن الحسن وأن يجعلنا من حجاج بيت الله الحرام ، ومن زوار الحرم المدني . وأن يجعلنا من الذين يسمعون القول فيتّبعون أحسنه ، إنه نعم المولى ونعم النصير.