أنت هنا

قراءة كتاب الحركات الاسلامية في المغرب العربي المغرب _ تونس _ الجزائر دراسة لدورها السياسي في ظل التحولات الديمقراطية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحركات الاسلامية في المغرب العربي المغرب _ تونس _ الجزائر دراسة لدورها السياسي في ظل التحولات الديمقراطية

الحركات الاسلامية في المغرب العربي المغرب _ تونس _ الجزائر دراسة لدورها السياسي في ظل التحولات الديمقراطية

كتاب " الحركات الاسلامية في المغرب العربي المغرب _ تونس _ الجزائر دراسة لدورها السياسي في ظل التحولات الديمقراطية " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1

الفصل التمهيدي: اشكالية المفهوم

تحظى الحركات الاسلامية اليوم باهتمام الكثير من الباحثين والدارسين مما انتج العديد من الدراسات التي اضافت كما هائلا من المعلومات والبيانات ، الا ان هذه الدراسات لم تستطع ان تتوصل الى تعريف عام شامل للحركات الاسلامية يتفق عليه الجميع ، ومن هنا ظهرت اشكالية المفهوم .

اصبح مفهوم الحركات الاسلامية مفهوما شائكا _ وليس مفهوما غامضا كما يصفه البعض _ وياتي ذلك من تداخله بالكثير من المفاهيم التي استخدمت لوصف هذه الحركات سواء من المؤيدين او من المعارضين ، او نتيجة اختلاف الرؤية الخاصة بكل باحث او دارس ، فعالم الاجتماع اصبح يطلق عليها حركات اسلامية ، ويسميها البعض من خبراء السلطة حركات متطرفة . والغرب يطلق عليها الاصولية بينما عدها باحثون آخرون حركات سلفية وهكذا .

قد يكون سبب هذا الاختلاف في استخدام المفاهيم هو ان الحركات الاسلامية تتميز بتنوعها النابع من اختلافها في التفسير والاجتهاد ، فهذه الحركات ليست متناغمة او متفقة تماما فيما بينها بل تتخللها اجتهادات متباينة تتراوح مابين الاعتدال والتطرف سواء على مستوى الأطر الفكرية والنظرية او فيما يخص برامجها العملية على الساحة السياسية ([1]). الا ان احدا لايمكنه ان ينكر وحدة هذه الحركات سواء من حيث مرجعها الى الاسلام دين الله تعالى ، او من حيث دعوتها الى قيام المجتمع الاسلامي العالمي ([2])

لقد جرت محاولات عديدة لتعريف الحركات الاسلامية فهناك من حاول تعريف الحركة الاسلامية من خلال ربطها بمفهوم الحركة في القانون الطبيعي . وفقا لهذا القانون لابد للحركة _ أي حركة كانت _ " من دافع او محرك ولابد لكل حركة من اتجاه ولامناص من وجود مقاومة لهذه الحركة متى ابتدأت وبالتالي فأن سرعة حركة اية كتلة تتوقف على حجم هذه الكتلة وعلى مقدار القوة الدافعة لها وعلى مدى المقاومة التي تلاقيها " ([3]) . ويسري هذا القانون الطبيعي _ حسب رأيه _ على الحركات الحسيه والحركات المعنوية بوجه عام مع بعض الاختلاف فلكل حركة اسلامية دافع او حافز تنعدم الحركة بدونه ، ولابد لها من اتجاه يأخذ سمته من زاوية الدفع له ، متأثرا بما يتعرض له من تيارات تغير من اتجاهه ، وما ان تبدأ الحركة حتى تتولد المقاومة من البيئة المحيطة بها ، وتتوقف سرعة الحركة على قوتها الدافعة ، وقدراتها الذاتية وعلى المقاومة التي تتعرض لها ([4]) .

ويعرف احد الاسلاميين الحركة الاسلامية بأنها " ذلك العمل الشعبي الجماعي المنظم للعودة بالاسلام الى قيادة المجتمع وتوجيه الحياة كل الحياة " ([5]) . فالحركة عنده ترتبط بالعمل وشرط ذلك العمل هو ان يكون عملا شعبيا وجماعيا ومنظما ، ويقصد بالعمل هو ان لايكون مجرد كلام يقال او خطب او محاضرات او كتب او مقالات وان كانت هذه الامور مطلوبة لكنها وكما يقول " جزء من الحركة وليس هو الحركة " ([6]) . وان يكون هذا العمل شعبيا أي ان لايكون عملا حكوميا رسميا لانه اذا كان كذلك _ أي انه عمل تقوم به الحكومة _ ففي هذه الحالة سوف يدور في فلك السياسة الداخلية للدولة التي تجعله يتحرك وفق هذه السياسة وفي هذه الحالة لايعبر عن الاسلام الخالص وان يكون هذا العمل جماعيا أي انه ليس عملا فرديا ذلك ان العمل الفردي _ وكما يذكر _ لايكفي لسد الثغرة في واقع الامة الاسلامية وتحقيق الامل المرتجى . بل لابد من عمل جماعي وهذا مايوجبه الدين ويحتمه الواقع . ولابد ان يكون هذا العمل عملا منظما أي ان يكون قائما على اساس وجود قيادة مسؤولة ، وقاعدة مترابطة ، ومفاهيم واضحة تحدد العلاقة بين القيادة والقاعدة على اساس من الشورى الواجبة الملزمة ، والطاعة المبصرة اللازمة . وهذا مايؤكد عليه الاسلام ([7]).

وفي تعريف اخر للحركة الاسلامية هي " تحرك جماهيري في اتجاه تحقيق وتطبيق مبادئ القرآن . وبما انها تصنف مع الحركات الشعبية ، فيمكن لها ان تتباين اساليبها وفقا لطبيعة واساليب وظروف كل فصيل من فصائلها ، للوصول الى مكاسب اكبر للاسلام والمسلمين . لهذا لايمكن ان يدعي أي تيار من تيارات الحركة الاسلامية بأنه يمتلك الحقيقة الكاملة المطلقة … لان ذلك يؤدي الى الفرقه ، ومصادرة الرأي الاخر ، وكبت الحريات ، وتكفير الناس دون وجه حق " ([8]) .

هناك من يرى ان هذه المفاهيم والتسميات انما تعبر عن مفهوم واحد ويقصد بها تلك الحركات التي تجعل من الاسلام المرجعية الوحيدة لها ، اما اختلافها فينشأ حول الاساليب والوسائل فقط ([9]) . لذلك فقد حاولوا جمع كل ما استخدم من مصطلحات للاشارة الى الحركة الاسلامية في تعريف واحد لها . فقد عدت الصحوة هي الحركة وهذه الحركة هي حركة اسلامية تقوم على اساس الايمان الديني الذي يوحد حركة الانسان في الحياة ويرد الاجر كله الى الله . وهي حركة اصولية تعتصم بالقرآن والسنة فلا تعطل من نص الشريعة ولاتأخذها بتأويل فاسد اتباعا للهوى او اقتفاءا لاثار الحضارات الوضعية التي تحيط اليوم بالمسلمين . وهي حركة تجديدية تقدر الفجوة الهائلة التي وقعت نتيجة الخمول الذي اعترى حياة المسلمين وفكرهم فتخلف عن التطور الهائل في مختلف مناحي الحياة في اطار الواقع المادي البشري . وهي حركة شمولية وواقعية تؤم كل اهداف الدين في مجال العلم والاعتقاد والسلوك ، وفي مجال الاجتماع والسياسة والاقتصاد . وهي حركة تزكيه للفرد وتعبئة للجماعة . وهي حركة تغيير اجتماعي عام لاتستغني بجهد الفرد ولاتقتنع باصلاح امره الخاص . وهي حركة دعوة اصلاح وفي الوقت نفسه حركة جهاد . وهي حركة محلية وعالمية في الوقت ذاته([10]) .

من اكثر التسميات التي اصبحت شائعة الاستخدام للدراسة بشأن الحركات الاسلامية هي الظاهرة الاسلامية ، الصحوة الاسلامية ، الحركات المتطرفة ، الحركات الاصولية ، حركات الاسلام السياسي. ان اختلاف هذه التسميات للتعبير عن مفهوم الحركات الاسلامية انما يبتعد عن الرؤية الصحيحة والدقيقة عن مفهوم الحركات الاسلامية الحقيقي فكل تسمية من هذه التسميات وكل مفهوم من هذه المفاهيم يصف حالة قد تختلف عن الحالة الاخرى ولها مايميزها عن غيرها ، وسنتناول بشيء من التفصيل كل من هذه المفاهيم .

الصفحات