كتاب " الانسان كما يفكر يكون - درب الغنى "، تأليف جيمس آلان ترجمة أسامة بديع جناد - جانبوت حافظ ، والذي صدر عن دار الفكر
أنت هنا
قراءة كتاب الانسان كما يفكر يكون - درب الغنى
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
وحتى في أقصى حالات ضعفه وانعزاله، يبقى الإنسان دائماً سيداً متحكماً، ولكنه يكون في هذه الحالات سيداً أحمقَ، يسيء حكم منزله الخاص وإدارته. وعندما يبدأ بالتأثير في ظروفه، وبالبحث الدؤوب عن القانون الذي قام وجوده على أساسه، فإنه يصبح عندها السيد الحكيم، الموجه لطاقاته بذكاء، والمستخدم لأفكاره في مواضيع مثمرة. ويمكن لهذا الإنسان والسيد الواعي أن يحقق ذلك فقط من خلال اكتشاف قوانين الفكر داخل نفسه، وما اكتشافها هذا إلا مسألة تطبيق وتحليل ذاتي وخبرة شخصية بالكامل.
وكما أنه لا يمكن الحصول على الذهب والألماس إلا من خلال البحث والتنقيب بشكل كاف، فكذلك أيضاً يستطيع الإنسان أن يجد كل الحقائق المتعلقة بوجوده إن قام بالتنقيب جيداً في منجم نفسه. ولأنه صانع شخصيته ومقولب حياته وباني قدره، فبمقدوره أن يثبت وبصواب، هل سيراقب ويتحكم ويبدل أفكاره متتبعاً تأثيراتها على نفسه والآخرين، وعلى حياته، وظروفه، رابطاً (قانون) السبب والنتيجة بالممارسة والتحري الصبورين، ومستثمراً ومستفيداً من كل خبراته، حتى أكثرها تفاهة، وتكراراً كل يوم، كوسائل وأدوات لاستنباط تلك المعرفة عن نفسه، والتي هي معرفة قابلة للفهم وحكيمة وصاحبة قوة وسلطان.
عن هذا التوجه لا غير يتحدث القانون المطلق: "ذلك الذي يسعى يجد مسعاه، ومن يدق الباب يُفتح له"، ذلك أنه بالصبر وحده والممارسة والإلحاح المتواصلين يمكن للإنسان أن يلج باب المعرفة.