كتاب " تأملات في السياسة والمجتمع السوداني - (مقالات في الأزمات السياسيـة والقضايا الاجتماعية) " ، تأليف عبده مختار ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب تأملات في السياسة والمجتمع السوداني - (مقالات في الأزمات السياسيـة والقضايا الاجتماعية)
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

تأملات في السياسة والمجتمع السوداني - (مقالات في الأزمات السياسيـة والقضايا الاجتماعية)
(5) مؤامرة جديدة ضـد السودان يقودها الإعلام
الولايات المتحدة الأمريكية تهيئ العالم لضرب السودان
نُشر هذا المقال في صحيفة الأنباء (توقفت لاحقاً) بتاريخ 29/11/1997. وقد تنبأ المقال بأن الولايات المتحدة الأمريكية تخطط لضرب السودان وبدأت تهيئ الراي العام العالمي لتلك الضربة – التي حدثت بالفعل في 20/8/1998 حيث ضربت مصنع الشفاء للأدوية نتيجة معلومة خطأ وجدتها أمريكا من بعض عناصر المعارضة السودانية. في ما يلي نقتطف فقرات من ذلك المقال:
بعد أن فشلت الولايات المتحدة الأمريكية في اقناع مجلس الأمن بضرورة فرض حظر على السودان وتصدت للأمر من خلال عقوبات اقتصادية وقّعها رئيسها كلنتون في 3/11/1997 تلجأ أمريكا اليوم وعبر إعلامها لتوليد قناعة بأن السودان فعلاً دولة إرهابية وأن حكومته تنتهك حقوق الإنسان، وأنها تمارس تجارة الرقيق أخذت تردد بأن السودان دولة غير متعاونة مع الأسرة الدولية، وأنها تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، ولذلك وضعت السودان في قائمة الدول التي ترعى الإرهاب منذ العام 1993. وسعت لاستعداء الرأي العام العاملي ضده وتأليب الجيران ودعمت بعض الجيران للإطاحة بنظام الخرطوم. وفي ذلك اعترفت صراحة وحاولت تقديم المبررات وبدأت الولايات المحدة الأمريكية تتحدث عن محور بغداد-الخرطوم حيث أن السودان (أيّـد غزو صدام للكويت) على حد تعبير إحدى الصحف الأمريكية.
وفي 16 نوفمبر 1997 نشرت صحيفة سنداي تايمز Sunday Times البريطانية تقريراً يقول أن العراق يقوم بتصنيع غاز سام في موقع سري في السودان في سعي لتجنب الحظر على السلاح الذي فرضه مجلس الأمن على العراق منذ سبع سنوات. وقالت الصحيفة "إن صدام حسين وحكومة عمر البشير الإسلامية في الخرطوم يقومان بتجميع وانتاج غاز الموستار لمنفعتهما".
وادعت السنداي تايمز بأنها حصلت على معلومات أكيدة من استخبارات عسكرية ومصادر دبلوماسية في في كمبالا أن الغاز يتم تصنيعه الآن في مدينة واو بجنوب السودان. وزعمت بأن الحكومة السودانية قد استخدمت هذا الغاز من قبل مرتين ضد المتمردين.
ويقول التقرير إن انتاج الغاز بدأ في السودان في خريف عام 1990 بصفقة سرية بين بغداد والخرطوم لإفشال الحظر المفروض على العراق من الأمم المتحدة. وهنا يخطر سؤال: إذا كانت الحكومة السودانية تملك إمكانية انتاج الغاز أو وفرت لها العراق هذه القدرات هل يُعقل أن تختار الجنوب موقعا لانتاج الغاز لأن ذلك خطأ استراتيجي كبير ولكي تحاول أمريكا إثبات وجود هذه الصفقة السرية بين الخرطوم وبغداد قدمت حجة مضحكة وساذجة وهي القول بأن اهتمام بغداد بالسودان يفوق اهتمامها بأي دولة أخرى في العامل، والدليل على ذلك – كما تقول أمريكا – أن للعراق عشرين دبلوماسيا مقيما في الخرطوم مقابل 19 في نيويورك و26 في عمان عاصمة الأردن التي تمثل منفذ بغداد الوحيد للعالم!
إذن هذا هو المدخل الجديد لضرب السودان. ولكن من المؤسف أن تساهم بعض الصحف العربية في الترويج لهذه المزاعم بنقلها عن المصادر الغربية وعرضها على الرأي العام العربي في غياب الفرصة الكافية أو العادلة للحكومة السودانية لتوضيح الحقائق. ومثل هذه الأخبار الخاطئة بُنيت عليها مواقف خاطئة ...

