كتاب " تمويل ومؤسسات مالية " ، تأليف محمد الفاتح محمود بشير المغربي ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قراءة كتاب تمويل ومؤسسات مالية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
4. المصارف الإسلامية Islamic Banks
تعرف المصارف الإسلامية بأنها: مؤسسات مالية عقدية تعتمد في عملها على العقيدة الإسلامية, وتسعى إلى تحقيق المصالح المادية المقبولة شرعاً, عن طريق تجميع، وتوجيهها نحو الاستثمار الأمثل, وتعرف كذلك بأنها: مؤسسات مالية تباشر الأعمال المصرفية مع التزامها باجتناب التعامل بالصيرفة الربوية, بوصفها تعاملاً محرمٌ شرعٌ, كما وتعرف بأنها: مصارف لا ربوية, أي أنها لا تتعامل بالفائدة, فهي لا تتلقى الودائع بالفائدة, بل تتلقاها لقاء حصة من الأرباح تحدد نسبتها لا مبلغها مقدماً, ولا تمنح التمويل بالفائدة, وإنما تمنحه حصة من الأرباح تحدد نسبتها بالطريقة نفسها.
ويتبين مما تقدم أن المصارف الإسلامية تختلف عن المصارف التجارية من حيث إطارها الفلسفي، وآلية عملها, وذلك على النحو الآتي:
• إن المصارف الإسلامية تزاول نشاطها في إطار الشريعة الإسلامية, وفي ظل العدالة الاجتماعية والاقتصادية, أي أنها تعمل باتجاه تحقيق القيم الروحية التي ترى في الإنسان جوهر التقدم والرفاهية.
• إن المصارف الإسلامية ترى في التنمية الاقتصادية, والاجتماعية خلاصة للإنسان من حالات الضيق والعوز والفاقة والجهل, لذا فإن التنمية من وجهة نظر المصارف الإسلامية ليست مادية فحسب, وإنما روحية وأخلاقية أي تنمية شاملة.
• إن المصارف الإسلامية ترى في المال أنه ملك لله جلّ جلاله وأن البشر مستخلفون فيه, فالمال بجميع أشكاله, ملك لله سبحانه وتعالى خالق الكون.
• أن المال في الإسلام يجب أن يوجه, ويحرك من أجل الاستثمار الفاعل لخدمة المجتمع, ولا يوجه لغرض الاكتناز.
• إن المصارف الإسلامية ترى أن الضرورات الإنسانية تملى عليها أن تركز نشاطها على التنمية الاجتماعية والاقتصادية, وهي عندما تستثمر الأموال في مؤسسات الأعمال, إنما تبتغي بلوغ هذه الأهداف النبيلة حصراً, ولهذا فإن أموال المصرف الإسلامي هي بمثابة (أمانات) تستثمر على أساس مبادئ المشاركة والمضاربة الشرعية, ودون ضمان أي عائد مسبقٍ ثابت لأصحاب هذه الأموال.
• أن المصارف الإسلامية تعتمد على الحوافز غير سعر الفائدة, لاستقطاب المدخرات, هذه الحوافز هي حوافز روحية, واجتماعية, وعقدية, ويرى المستثمرون أن مثل هذه الحوافز تفوق في أهميتها الحوافز المادية، فالإسلام يوفق بين الروح والمادة, ولهذا فإن مهمة المصارف الإسلامية تذهب في تحقيق هذه المعادلة.
• أن المصارف الإسلامية هي في واقعها مصارف استثمار, ذلك أن الاستثمار هو الشريان الحيوي بالنسبة لها, وأن نجاح المصارف الإسلامية وبقاءها يعتمد بالدرجة الأساسية على كفايتها الاستثمارية.
• أن المصارف الإسلامية باعتبارها مصارف استثمارية, أو مصارف تمويل بالمشاركة تعتمد على البحث عن فرص التنمية, وفي الحالة هذه تتقابل إيجابياً مع المجتمع, وتدعوه للمشاركة في نشاطها الإنساني التنموي للصالح العام.
• إن المصارف الإسلامية بحكم تمسكها بالشريعة الإسلامية وقواعد الإسلام الحنيف، مصارف اجتماعية-إنسانية, تحقق أعلى درجات التكافل الاجتماعي من خلال مبدأ العدالة والمساواة في توزيع الثروات.
1.4 إدارة المصارف الإسلامية