أنت هنا

قراءة كتاب مبادئ الإرشاد النفسي في المجال العسكري

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مبادئ الإرشاد النفسي في المجال العسكري

مبادئ الإرشاد النفسي في المجال العسكري

كتاب " مبادئ الإرشاد النفسي في المجال العسكري " ، تأليف د. محمد نواف البلوي ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 4

تاريخ الإرشاد النفسيومراحل تطوره

يمتاز الإنسان بأنه اجتماعي بطبعه ، فهو يحتاج إلى اناس للتعامل معهم، إذ لا يستطيع أن يحقق كل حاجاته بمفرده، ولا بد من آخرين يقدمون له المساعدة المادية كالجهد العضلي، أو المال، أو المساعدة المعنوية كالتوجيه والإرشاد، وقد احتاج الإنسان مثل هذه المساعدات منذ القدم ، فمن الطبيعة الإنسانية أن يجد الفرد أخاً، أو صديقاً يحكي له عن همومه ومشاكله، ويتقبل منه النصيحة، وبهذا كانت البدايات الأولى لعملية الإرشاد، لكنه لم يكن مبنياً على أساس علمي على الرغم من أنه كان يستخدم طرائق علاجية تفيد أحياناً في حل مشكلة ما، لذا كان لا بد للإنسان من أن يطور هذه العلمية (عملية الإرشاد) حتى تصبح أكثر فاعلية في حل المشكلات التي يواجهها الفرد .

دور الفلاسفةفي الإرشاد النفسي

ولا بد من الرجوع إلى الوراء قليلا لمعرفة دور الفلاسفة قبل ظهور علم النفس وانفصاله عن علم الفلسفة ،ولا بد من معرفة البدايات الحقيقية لعلم النفس قبل الحديث عن الإرشاد النفسي ،والذي يمثل فرعا من فروع علم النفس التطبيقي ،فكما ذكرنا سابقا بأن الإنسان يحتاج إلى من يقف بجانبه ويستمع له ويرشده ويشبع حاجاته وذلك من خلال تعامله مع الآخرين فكل هذه الأنشطة جعلت الإنسان يتأمل ويفكر ومن هنا بدأت حياة التفكير والتأمل بشكل أكثر منطقية ،الأمر الذي أوجد بما يسمى بعلم الفلسفة. فأول ما ظهر هذا العلم(علم النفس) كان على يد الفلاسفة الشرقيين ( الهند، مصر،الصين) ثم انتقل بعد ذلك إلى الفلاسفة اليونانيون(أرسطو،سقراط،أفلاطون)،فقبل ذكر هؤلاء الفلاسفة لا بد من ذكر الفيلسوف اليوناني أرسطو والذي كانت له البصمة الواضحة بأفكاره النيرة في الجوانب الانفعالية والاجتماعية للسلوك.

ثم أتت صيحة الفيلسوف اليوناني سقراط بمصطلحه الشهير اعرف نفسك حيث كانت البدايات القوية للتفكير الإنساني من منظور نفسي.

أما أفلاطون والذي يعد تلميذا لسقراط حيث كان يرى أن حياة الإنسان يسيطر عليها ثلاثة قوى وهي كالتالي:

1- القوة العاقلة: مركزها العقل- وهم الأشخاص الذين يحكمون الدولة عن طريق التفكير العقلاني والمنطقي.

2- القوة الغضبية: مركزها القلب- وهم الجنود والحراس الذي توكل لهم مهمة الدفاع عن الدولة، حيث يغلب عليهم الحماس والقوة والشجاعة.

3- القوة الشهوية:مركزها البطن – وهم الأشخاص الذين يعملون وينتجون وذلك من اجل إشباع حاجاتهم.

وبدأ بشكل ملحوظ بعد ذلك ظهور الفلاسفة، وكان منهم ( أرسطو ) وفلسفته هي القاعدة التي انطلق منها المفكرون المسلمون ومنهم على سبيل المثال ابن سينا ورأيه في الإدراك الحسي والمتمثل في انتقال صورة الأشياء إلى الذهن.وكذلك رأي الفارابي وابن خلدون في السلوك الاجتماعي للطفل حينما ذكروا اثر المعاملة القاسية للأطفال .

وترجع البداية الحقيقية لعلم النفس عندما انفصل عن أحضان الفلسفة منذ أواخر القرن التاسع عشر ، وذلك حينما أنشأ ( فونت 1879م ) أول معمل لعلم النفس التجريبي بألمانيا، حيث بدأ بدراسة الظواهر النفسية معتمدا على المنهج العلاجي الذي كان معروفاً باسم الاستبطان التحليلي، والذي يقوم على مبدأ الحدس والتخمين ، وملاحظة الذات وتأملها. وبعد ذلك أنشأ ويتمر أول عيادة نفسية بأمريكا وكان ذلك سنة (1896م).

ومنذ ذلك الحين بدأت الدراسات العلمية بالظهور بشكل واضح، إذ ظهر علم النفس التطبيقي، الأمر الذي جعل العلماء يطورون، ويتوسعون في دراسة الجوانب المختلفة لسلوك الإنسان، لتشمل جميع جوانب الإنسان السلوكية والنفسية، والعقلية والجسمية، وغيرها.

وظهرت البدايات الفعلية للإرشاد النفسي عندما بدأت حركة التوجيه المهني عام (1908) على يد العالم الأمريكي ( فرانك بارسونز)، وكان هذا التوجيه يهدف إلى مساعدة الفرد على اختيار المهنة التي تلائم ميوله، وتتناسب مع قدراته وفق ما يمتلك من إمكانيات، واستعدادات عقلية وجسمية ، ودرايةٍ وقدرةٍ ؛ لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب .

وأسهمت حركة الاختبارات، والمقاييس العقلية والنفسية في تطوير حركة الإرشاد النفسي، وفي سنة (1890) برز العالم جيمس كاتل الذي يعد أول من ذكر مصطلح الاختبارات العقلية، وكان للقياس النفسي أثره في تطور حركة الإرشاد النفسي، وفي عام (1905) أعد بينيه في فرنسا أول مقياس للذكاء في العالم، وبعد ذلك ازدهرت حركة القياس النفسي، وبدأ هذا العلم في الانتشار إلى أن وصل مراحل متقدمة، بحيث أصبح هناك مقاييس متعددة منها: ما يقيس الذكاء ، ومنها ما يقيس القدرات المهنية، أو العقلية، وغيرها من المقاييس المهمة، التي أسهمت في تطور حركة الإرشاد النفسي إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن من تطور وتوسع.

الصفحات