أنت هنا

قراءة كتاب مبادئ الإرشاد النفسي في المجال العسكري

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مبادئ الإرشاد النفسي في المجال العسكري

مبادئ الإرشاد النفسي في المجال العسكري

كتاب " مبادئ الإرشاد النفسي في المجال العسكري " ، تأليف د. محمد نواف البلوي ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 6

مبررات الإرشاد النفسي

والحاجة له

إن الفرد والجماعة في عصرنا الحاضر بحاجة ماسّة للإرشاد النفسي، فالفرد يعيش في عالم متغير على الدوام، وعصرنا الذي نعيش فيه يطلق عليه "عصر القلق"، نتيجة الثورة الصناعية، وتطور العلم والتكنولوجيا، والحياة العصرية التي أفرزت كثيراً من أسباب الانشغال والقلق والاضطراب؛ بسبب التغيرات السريعة والضغوطات الحياتية، التي تُصاحب التغيرات الانتقالية التي تحدث للفرد في مراحل نموه المختلفة، إذ ينتقل الفرد من الطفولة إلى المراهقة إلى الرشد، ثم إلى الشيخوخة، ويصاحب هذا الانتقال تغيرات جسمية وعقلية، واجتماعية وأسرية ومهنية، وتقدم علمي وتكنولوجي، وكل هذا يؤكد الحاجة الماسة للإرشاد النفسي.

ويعرض المؤلف في هذا الفصل أهمية الحاجة للإرشاد النفسي في هذا العصر، وذلك من خلال ما يلي :-

1 – تغير مطالب الفرد في كل مرحلة من مراحل العمر المتعددة :-

يمر الفرد في كل مرحلة من مراحل نموه بفترة انتقالية حرجة, مثل الانتقال من المنزل إلى المدرسة, ومن مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة، ثم الانتقال إلى مرحلة الرشد، ثم إلى مرحلة الشيخوخة, وكل مرحلة من هذه المراحل تحتاج إلى وقفة إرشادية نفسية؛ ليستطيع الفرد أن يبدأ كل مرحلة بنجاح، إذ تتطلب كل منها مهارات معرفية واجتماعية، وتحتاج إلى تزويد الفرد بالمعلومات وتهيئته؛ للتكيف مع المرحلة التي تليها، وما تنطوي عليه من مطالب دون أن يختل تكيفه الشخصي والاجتماعي .

2– التغيرات الأسرية :

يعد هذا العامل من العوامل المهمة التي تستدعي حاجة الفرد للإرشاد , نظراً لتطور هذا العامل مقارنة مع ما كان عليه في السابق , فلقد ظهرت تغيرات في الأسر من حيث تكوينها ووظائفها وواجباتها ، إذ كانت الأسرة في الماضي كبيرة تضمُّ الأجداد والآباء، والأبناء والزوجات، ويعيشون كلهم في بيت واحد، وتحكمهم وتجمعهم علاقات قوية ، بعكس ما نراه في هذا العصر إذ أصبحت الأسر نووية صغيرة، لا تربط بين أفرادها علاقة قوية كما كان في السابق، ويمكن القول: ان أهم التغيرات التي طرأت على الأسرة هي: التحول من الأسر الممتدة إلى الأسر النووية، وضعف العلاقات بين أفرادها، وازدياد المشكلات الأسرية، مثل: الطلاق , وتعدد الزوجات , وخروج المرأة للعمل، وتأخير الزواج , والعنوسة , وحالات الأب أو الأم الأرامل مبكراً , وأزمة السكن، وتنظيم الأسرة وغيرها من المشاكل المتعلقة بالأسرة.

3 – التغير في المجال الاجتماعي :-

إن هذه المظاهر والتغيرات تزيد من مستوى القلق والضغوط لدى الفرد؛ وبالتالي دعت الحاجة إلى وجود الإرشاد النفسي لحل مثل هذه المشكلات، وتشمل هذا التغيرات جميع جوانب الحياة الاجتماعية، والشخصية والأسرية للفرد، ومن أهم ملامح التغير الاجتماعي ما يلي : -

- تغير بعض مظاهر السلوك، إذ أصبح ما هو مقبول في السابق مرفوضاً حاليا، وما هو مرفوض سابقا مقبولاً حاليا.

- بروز مظاهر الصراع بين الأجيال، إذ أصبحت تبدو أكثر وضوحاً، وازدياد سعة الفجوة بين القيم والفروق الثقافية والفكرية، وتغير بعض أنماط السلوك؛ مما أدى إلى وجود صراع بين الجيلين: السابق والحالي .

- التوسع في تعليم المرأة إلى جانب الرجل في التعليم الجامعي، ومنافستها له في العمل .

- ارتفاع مستوى طموح الفرد، فأصبح يريد مواكبة العصر في كل شيء؛ مما أدى إلى زيادة الضغوط النفسية، والهموم على الأفراد .

4 – التقدم في مجال التعليم وزيادة الإقبال عليه :-

لقد تطور التعليم تطوراً ملحوظاً , وتعددت أساليبه وطرائقه ومناهجه , ففي السابق كان التعليم يعتمد على التلقين والاستماع، وكانت المراجع محدودة، وقليلة مقارنة بما نشهده في هذا العصر من تقدم وتطور، إذ أصبح التعليم يواكب عصرنا هذا في شتى مجالاته، وفيما يلي أهم مظاهر هذا التطور :-

- ظهور تخصصات جديدة مثل تكنولوجيا التعليم، واكتشاف أساليب جديدة تعتمد على الآلة كالتعليم المبرمج والتعليم عن بعد، وظهور تكنولوجيا حديثة تسهل عملية التعليم، وتوفر الوقت والجهد .

- تعدد المصادر والمراجع العلمية وتوافرها أدى إلى التطور في عملية التعليم .

- ازدياد الإقبال على العلم من قبل الجنسين الذكور والإناث ، والمنافسة في الالتحاق بالتعليم الجامعي .

- ازدياد التعاون بين البيت والمدرسة في العملية التربوية .

- ازدياد الاهتمام بالنواحي التربوية والنفسية، ودخول خدمات الإرشاد النفسي والأكاديمي إلى المدارس والجامعات .

5- التقدم التكنولوجي والعلمي :-

يشهد عصرنا الحديث تقدماً معرفياً هائلاً ، إذ تظهر في كل يوم حقائق وظواهر جديدة ، والتطور الصناعي والتقدم في مجال التكنولوجيا يسير بسرعة هائلة، وتصنع آلات وماكينات متطورة في عالم الصناعة ، ويشهد أيضا ثورة في عالم الاتصالات ، وتطورا في صناعة الأسلحة البيلوجية والنووية ، وكل هذه الأمور تحتاج من الفرد أن يواكب هذا التغير ويتكيف معه، الأمر الذي يجعله بحاجة ماسة للإرشاد النفسي حتى يستطيع أن يتوافق مع هذا التقدم والتغير، لكي يحقق الصحة النفسية .

6- التغير في مجال العمل والإنتاج :-

تركت التغيرات في مجال العمل أثاراً واضحة في طبيعة العمل والعمال، اذ نشأت مهن جديدة، وانقرضت مهن كانت موجودة، ومن أهم التغيرات التي طرأت في مجال العمل ما يلي :-

- ظهور أنواع جديدة من العمل والمهن؛ الأمر الذي يتطلب التخصص في مجال العمل.

- تطور الآلات التي أصبحت تقوم بالعمل بسرعة فائقة، وبدقة متناهية الأمر الذي يَسّر الاستغناء عن أعداد غير قليلة من العمال .

- أصبحت هناك زيادة في أوقات الفراغ لدى العمال؛ نتيجة وجود واختراع آلات وماكينات تحل محل الإنسان؛ الأمر الذي يجعل العمال يشعرون بالقلق والخوف من فقدان العمل ، مما يؤكِّد أهمية الإرشاد النفسي لهم .

الصفحات